IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “OTV” المسائية ليوم الثلاثاء في 9/6/2015

otv

في علم الفيزياء، ثمة مواد، كالهواء مثلا، يلامس وزنها الصفر… تتسرب لتملأ الفراغ في اي وعاء كان، وتأخذ شكل هذا الوعاء… وفي علم السياسية، ثمة شخصيات، يلامس وزنها التمثيلي الصفر، تتسرب في بعض الظروف الى بعض المواقع، فتأخذ شكل رئيس او مسؤول او ما شاكل، حسب شكل الموقع، واهمية الكرسي… اما الفارق بين الهواء وهؤلاء الاشخاص، ان الهواء يخلي مكانه في الاناء ليمتلأ باي مادة اثقل وزنا… اما هؤلاء، فيملأون الهواء بنظرياتهم وتنظيراتهم، معتقدين ان الكلام عن الكبار يكبرهم، او اقله، يعطيهم مساحة اكبر من مساحة الصفر التي يشغلونها… سبب هذه المقارنة اليوم: ميشال سليمان، الرئيس السابق، الذي اطل بآخر نهفاته السياسية… فبرأيه، قوة رئيس لبنان – المسيحي الماروني – ليست بتمثيله المسيحي، انما بقوة المسلمين الذين يريدونه رئيسا… وبرأيه ايضا، نتائج الانتخابات البلدية اكثر دقة من نتائج الانتخابات النيابية لتعكس حجم التمثيل… غريب هو سليمان بنظرياته، والغريب كيف ان ما بعد مغادرته بعبدا فقط، بات يحكى عن الفراغ والشغور… وكأن لبنان ما عاد يستحق الا امثال رئيس الصدفة، الذي انتخب خلافا للدستور، بعدما تسلق على قيادة الجيش بوصاية وتوصية من غازي كنعان… الرئيس السابق لم يفوت شيئا من نظرياته، حتى الامن والحدود وداعش، غير ان المفارقة ان كلامه الرافض لاداء حزب الله، والمخفف من الخطر الداعشي، تزامن مع صد مقاومي الحزب لهجوم التكفيريين على حدودنا… هجوم، لو قدر له النجاح، لكان سليمان نفسه ينظر الى حيط بيته، يكتب الدواعش عليه حرف “النون”، ويخيرونه بين احتمالات محدودة… قد يختار بينها دفع الجزية، من الاموال التي جناها طوال عهده الميمون…