يردد العارفون أن هوية الرئيس المقبل باتت شبه مكتملة. ويستدلون على اسمه بالقرائن التالية: واشنطن ليست مهتمة… موسكو تمشي بأي تسوية… الرياض لم ترفع الفيتو… طهران غير قادرة على حسم الموضوع وحدها … باريس صارت هامشية… دمشق ولى زمان ترجيحها… الفاتيكان نادرومش قادر… العواصم الباقية لم تحسم خياراتها بعد. فبحسب منظمة الأمم المتحدة، هناك 193 دولة في مجتمعنا الدولي. فيما رئيس اللبنانيين المقبل لم يحصل بعد إلا على مواقف نصف دزينة. لذلك علينا الانتظار طويلاً … أكثر من ذلك، وعند السؤال عن المرشحين لرئاسة اللبنانيين وعن برامجهم ومشاريعهم وتاريخهم ومستقبلهم، تطالعك الأجوبة التالية: جيرو ذاهب في زيارة خامسة إلى طهران. بوغدانوف تخلى عن عون. بن سلمان، أي ابن الـ 28 ربيعاً، واصل إلى باريس… لافروف سيلتقي فابيوس. هايل لن يطيل في واشنطن… لسوء الحظ أن هيلاسيلاسي توفي، وإلا لكنا انتظرنا تحركه أيضاً وتأثيره الأكيد على هوية رئيسنا… هكذا، لا من يسأل عن بيروت، ولا من يطرح ماذا يريد اللبنانيون. سياسيون وإعلاميون وكتاب ومحللون ومنظرون، يتشدقون بأن رئاستنا مطروحة بالمزاد العلني في السوق العمومية الدولية، ولا من يستنكر ولا من ينتفض ولا من يحس بالإهانة والمهانة والذل ووصمة الجبين. إنها رئاسة العار. إنه استحقاق العيب. أما آن الأوان لرئيس لبناني؟ أما آن الأوان لأن يسأل لبنان واللبنانيون؟ أم أن المطلوب من رئاسة العار أن تكون رصاصة اللارحمة الطائشة في رأس الوطن، تماماً كما كان مصير هذا الطفل؟!