لا جديد تحت شمس لبنان. فُرزت المواقف وحُسمت… فريقُ المستقبل – جناح السنيورة، موعدُه مع اللبنانيين بعد معركة دمشق الموعودة. علّه يَحكمُهم ويحكُم بيروت معهم، من العاصمة السورية، وبوصايةٍ داعشية هذه المرة، بدلاً من الوصاية الكنعانية… والفريقُ المناوئ له، موعدُه مع فريق السنيورة بعد التوقيع المحتمَل على الاتفاق الأميركي – الإيراني. عله يَصدُّه ويُحبط حُلمَه، أو يُعدِّل موازينَ طائفه… في هذه الأثناء كلُّ المرجو في “لبنانَ الزمن المستقطع أو المجمَد”، أن يظلَ المواطنُ قادراً على تأمينِ خبزِه، وأن يظلَّ الإرهابي عاجزاً عن هدر دمِه. وكلُ ما عدا ذلك انتحار… ولكي يتأكدَ اللبنانيون من معنى الانتحار، جاءَهم الدرسُ فورياً اليوم، ومن أربعِ جهات: من الرأس المقطوع في فرنسا، إلى السُياح المغدورين في تونس، ومن المؤمنين المفجَّرين في الكويت إلى العسكريين المقتولين في الصومال… من أربع زوايا الأرض، شاءت العِبرةُ أن تقولَ للمُهوِّلين علينا بالانتحار، بأنْ هذا هو الانتحارُ الحقيقي والوحيد اليوم. الانتحار هو أن تسكتَ عن الإرهاب. الانتحار هو أن تتخلَّفَ عن محاربتِه. الانتحار هو أن تتخاذلَ حيال مَن يغذّيه تفكيراً وتكفيراً، وأن تغازلَ مَن يقوّيه تمويلاً وتهويلاً. الانتحار، هو أن تكونَ من أُجراء السفارات، وأن تدّعيَ أنك من أصحاب القرارات… الصرخةُ ضد الانتحار لها معنى واحدٌ اليوم: إنها صرخةٌ ضد الإرهاب، قبل أن نصيرَ مثلَ عامل lyon، أو مثلَ سائح سوسة، أو مثل جنديّ الصومال، أو مثل هذا المصلّي الشيعي في مسجِدٍ كويتي.