أيّ عار أن تكون السرايا التي دافعوا عنها زمنَ الاحتلال، هي نفسها التي تقمعهم في زمن الاستقلال … وأي شرف لضحايا السحل والضرب والركل في عهود الوصاية، أن يكونوا هم أنفسهم ضحايا القهر والكُفر والفقر، في عهد السيادة… الأكيد أن التاريخ سيسجل، أنه في 9 تموز2015، تكلل صدر كل وطني حر بأكثر من وسام من أوسمة الجرحى في قلب بيروت. واتسع صدر ميشال عون لوسام الكرامة المتجددة، من درجة القائد الاستثنائي، لبشر استثنائيين، في الأزمات الاستثنائية. وانفتح مستقبل البلد على أفق جديد: إما انفراج كامل، وإما انفجار كامل… في 9 تموز، عادت السرايا الحكومية، فجأة، سرايا عثمانية. وكاد سيدها فجأة، أن يصير والياً. وتحول حراسها وعسكرها فجأة انكشارية … وفي 9 تموز كُتب بالدم والعرق ودموع المواطنين، على سور هذه السرايا بالذات، أن المعركة قد بدأت. وأن الطريق قد افتُتحت. وأن المسار قد انطلق وأن الكراماتِ والحقوق، والحريات والوجود، هي الهدف المحتوم… يبقى القول أن حفظ ماء الوجه، أُقر في جلسة اليوم بالإجماع. عله يعطي الوقت لمن يحتاج إلى الوقت، ليعيد حساباته. عله يفطر على ميثاق، بدل أن يسكر بالنفاق… جلسة حفظ ماء الوجه، بدأت بإشكال حاد، سنبث شريط وقائعه المصورة كاملة بعد قليل. لكنَ البداية، من بداية الجلسة إلى النهاية، مع هذا التقرير لزميلتنا ريتا نصور.