أمس كان واضحاً أن رسالة العماد عون وصلت إلى اللبنانيين… واليوم صار أوضح أن رسالة اللبنانيين وصلت إلى حكام نظامهم … اللبنانيون تلقفوا النداء، فنزلوا إلى الساحة ليرفعوا وطناً… أما الحكام فخافوا من صوت الشعب وأقدامه، فصعدوا إلى السرايا العثمانية، ليسقطوا من فوقها سقوطاً عظيماً….هكذا كان جلياً أن الزحف البرتقالي أمس، تردد في مواقفَ حكومية زرقاء حتى العظم اليوم… فلأن الشباب اللبناني طالب برئيس صُنع في لبنان، هددهم وزيرٌ أزرقْ بتعيين رئيس، من الخارج وللخارج، مئة في المئة… ولأن شباب لبنان انتفضوا لكرامة الجيش وقيادته، هوّل عليهم وزيرٌ أزرق ثانٍ، بطعن الجيش قيادةً وكرامة مرةً ثالثة …. ولأن الشباب صرخوا مطالبين بالشراكة والتوازن، حارسيْن لهيكل الوطن، ذهب أحد الوزراء من الحمائم الزرقاء، حتى زج اسم قداسة البابا، في حكومة النفايات، تهكماً وكيدية …غير أن هستيريا الفريق المصاب بفوبيا البرتقالي، لها سبب آخر أيضاً… ليس زحفُ الشباب وحدَه ما أرعبهم. بل زيارة محمد جواد ظريف أيضاً… جاء صديق كيري الحميم إلى بيروت، وسط رهانات زرقاء على أنه آت ليقلب جاكيتته، وينقل بندقيته، ويلاقي رهاناتهم الخارجية بانقلابات خارجية… لكن صدمتهم كانت كبيرة، حين سمعوا منه تكراراً وتأكيد وإصراراً، أن رئيس لبنان يقرره اللبنانيون. وأن رأي طهران تعرفونه، ويعرفه كل لبنان…زحف على الأرض، وصفع على الرأس، والاثنان في يوم واحد… فجُن الإخوان، حتى صار مجلسُ الوزراء مسرحاً لفشات خلقهم، والتي معظمُها لا يصلح للنشر … والتي سنعرضها كاملة ، بعد عشر ثوان فقط …