IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “OTV” المسائية ليوم الأحد في 16/8/2015

otv

لا تضيِّعوا وقتَكم على أحمد الأسير. فالإرهابي المذكور انتهى قبل سنتين بضربة الجيش القاضية، قبل أن ينتهيَ به الأمُر اليوم متنكراً هارباً ذليلاً، تنكَّر له أتباعه، وبيئتُه التي افترضها حاضنة، قبل الآخرين… لكنْ، فيما يقبع بهلوانيُّ عبرا خلف القضبان، ثمَّة سيركٌ كامل لا يزال حراً طليقَ اليد في تدمير حياة اللبنانيين، وتهديدِهم في أمنِهم ورزقهم والغد، وعلى هؤلاء بالتحديد يجب أن تَصرِفوا الوقت… إصرِفوا وقتكم على من موَّل الأسير وغطَّاه وسايرَه وزاره ناقلاً إليه تحيات زعماء، وقدَّم له الورود البيض. إصرِفوا وقتكم على مَن سمح لظاهرة الإرهاب هذه وأخواتِها أن تعمَّ لبنان من عبرا إلى عرسال، مروراً بزواريب طرابلس، من دون أن يتحركَ إلا بعد فوات الأوان. إصرفوا وقتَكم على قوى سياسية شجَّعت نموَ حالات التطرف يومَ أُخرجت من السلطة، وعادت فارتدت ثوبَ الاعتدال، يومَ عادت إلى حُكمٍ خرجت منه من الباب لتعود من الشباك. إصرفوا وقتكم ووقتَ اللبنانيين، لا على تفاصيل التحقيقات مع الأسير، بل على حقائق الجرائم المشهودة، التي تُرتكب يومياً في حق الميثاق والدستور والقوانين والبيئة والصحة والاقتصاد والكهرباء والسدود. ففي النهاية، مهما تكن جرائم الأسير، فهو يبقى مجردَ أداةٍ صغير في مشروعٍ تكفيري كبير، شغَّلته داعشيةٌ سياسيةٌ ما في زمنٍ ما، ثم لفظته في لحظةِ تبدُّل ظرفٍ إقليميٍ- محلي، قبل ان تبدأ بتشغيل آخرين… أحمد الأسير، ظاهرةٌ لفظتها صيدا والمحيط، وتنكرت لها طرابلس، وسخِر منها جميع اللبنانيين، كما سيسخرون يوماً مِن كلِّ هاربٍ من تحقيق العدالة، وهذا ما نعود إليه بعد عشرِ ثوانٍ فقط.