في السياسة، ثمّة سؤالٌ أَلِف اهلُ القرار عندنا طرحَه، وهو: ايُ لبنان نريد؟… في المواطنة، ثمةَ سؤالٌ يحقّ لأهل الوطن طرحُه، وهو: ايُ لبنان نحن؟.. ففي ايِّ بلدٍ يتم توقيفُ ارهابيٍّ تكفيريٍّ مجرم من عيار احمد الاسير، ويجد بعضُ الساسة وأهل الإعلام نفسَهم في موقع الدفاع عنه، إن لم يكن مباشرةً، فبشكلٍ غير مباشِر، عبر تحميل بياناتِهم استنكاراً لتوقيف الاسير دونَ غيرِه، او لاعتبارِ توقيفِ قاتلٍ مجرمٍ مسّاً بطائفةٍ او مذهبٍ او دين؟…. وفي ايِّ بلدٍ، يستيقظ اهلُه على خبرِ محاولةِ داعش التسلل الى داخل قُراه من جروده المحتلة، ويمرُّ يومُهم بشكلٍ طبيعي كأنّ ارهاباً لم يكن، ويمر يومُ مسؤوليهم الأمنيين وأوصيائهم الحكوميين من دون قراراتٍ بتحرير المحتل من أرضنا، وصدّ الارهاب الهاجم نحوَنا؟… وفي ايِّ بلدٍ، يحتفل اهلُه بشهرٍ كاملٍ على تحوُّلِه مكباً للنفايات، ويعتادون على مشهد القُمامة المكدَّسة في الشوارع، ورائحتُها الفائحة في هوائنا الملوّث، من دونِ قرارٍ رسميٍ يوحي بالحل ولا حَراكٍ شعبي يؤشّر الى بدايةِ محاسبة المقصِّرين؟… ثلاثةُ امثلة في يومٍ واحد، ويبقى سؤال “في ايِّ بلدٍ نحن؟” بلا جواب .