IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “OTV” المسائية ليوم الجمعة في 28/8/2015

otv

العقول تترقب أخبار المبادرات السياسية، وآخرها اليوم وصول وائل بو فاعور منذ قليل إلى الرابية حاملاً طرحاً جنبلاطياً جديداً. أما القلوب فتستمر في السؤال: سبت أسود أم سبت أبيض أم سبت رمادي؟ أي لون سيكسو بيروت غداً السبت في 29 آب 2015؟… أصحاب نظرية السبت الرمادي يقولون أن لاشيء سيحصل غداً. لا شيء جدياً، ولا شيء جذرياً، ولا شيء سيتغير أو ينقلب… مجرد مئات من الشبان والشابات، يمضون يوم عطلة في الدي  تي، يغنون ويرقصون ويعبّرون عن كل فوضاهم… ثم يسربون على بيوتهم مبسوطين … أصحاب نظرية السبت الأبيض يقولون العكس تماماً. يؤمنون أنه حراك شعبي جدي سيغير أسس النظام اللبناني. يعتقدون أن فضيحة النفايات ستكون المدخل لقانون مدني للأحوال الشخصية ولانهيار الأحزاب – كل الأحزاب – ولزوال الطائفيات والمذهبيات … وأنه تدريجياً سيكتشف اللبنانيون أنهم حققوا في 29 آب قانوناً عصرياًَ للانتخابات النيابية، ومن ثم برلماناً إصلاحياً ورئاسة تغييرية وحكومة شباب ونهضة جدية وجذرية كاملة وشاملة … تبقى نظرية السبت الأسود … يقول أصحابها أن انقلاباً بأربع حلقات متسلسلة متصلة، سيبدأ تتفيذه غداً. أوله استغلال إرادات هؤلاء الشباب الطيبة واستخدام نياتهم الوطنية. تماماً كما استغلوهم سنة 1992 وسنة 2005. ثم يأتي دور الاضطراب الأمني وزعزعة الاستقرار… بعدها تتدخل السفارات للتهدئة والمعالجة…. وأخيراً يأتي دور ولادة الحلول القيصرية: رئيساً انقلابياً بوليسياً يفرض على ما تبقى من مجلس نيابي… حتى أنه يحكى أن مكان اتفاق الوصاية الجديدة قد حدد سلفاً، وسيكون اتفاق مسقط، بعد اتفاق الطائف واتفاق الدوحة. وبعده سيكتشف الناس مجدداً أن الثورة تأكل أبناءها وأن الشباب هم أبداً حطب الثورات … سبت أسود أم أبيض أم رمادي؟ سؤال يستحيل معرفة من يملك جوابه الأكيد. لكن الأكيد أيضاً، أن شباب الساحة قادرون على تغيير الأجوبة المسبقة. إذا ما قُدر لهم وعيٌ أكبر واعتبارٌ أكثر من مراحل سابقة ومن تجارب مؤلمة.