بعد أربعٍ و عشرين ساعة على ما سُمي انتفاضة 29 آب، هكذا بدا المشهد اللبناني:أولاً، النِفايات ازدادت في الشوارع. فهي ارتاحت إلى إلغاء المناقصة من دون بدائل… فضلاً عن استفادتها من أحداث الشغب في قلب بيروت، لزيادة حجمها في وسَط العاصمة … حتى صارت على ألسنة اللبنانيين طِرفةٌ تقول أن برميل زِبالة التقى صدفة بزميل له. فقال له: وينك ما عم نشوفك؟ فأجابه البرميل الزميل: والله ما عم نفضا … ثانياً، الحكومة في المقابل تبدو فاضية راضية. حتى باتت غائبة عن السمع كلياً … الوزراء الذين صرخ المتظاهرون بأسمائهم، أداروا آذاناً طرشاء. لا بل قرر تمام سلام أن يمنح حكومتَه فرصة ً طيلة الأسبوعِ الطالع … وبالتالي فالأكيد أن مهلة الـ 72 ساعة التي حددتها ثورة 29 آب، ستمر سريعاً بين الويك إند وجحش الويك إند لا غير.. ليعودَ موعدُ التظاهرة السبتَ المقبل على الأرجح، في روتين قد يتحول إلى ما يشبه الـ، Saturday Night Fever.ثالثاً، التيار الوطني بدوره يعود إلى الشارع. الشارع الذي ولد فيه عامي 1989 و1990، والشارع الذي تعمَد بدمائه السيادية طيلة 15 عاماً، والشارع الذي احتضن عودتَه في 7 أيار 2005، شارع التغيير الحقيقي والإصلاح بالإنجازات لا بالشعارات، هذا الشارع بالذات يعود إليه التيار ومناصروه يومَ الجمعة المقبل في 4 أيلول …رابعاً، وبين تلك الانتظارات والأزمات، يبقى هامشٌ لآخِرِ المبادرات. وليد جنبلاط نسج مبادرة خاصة على قياس ترقيات عسكرية وإعادة عمل الحكومة والمجلس المُمدِد لنفسه. فيما رئيس البرلمان نبيه بري، اغتنم ذكرى الإمام الصدر ليعلن مواقفَه الخاصة وغمزاتِه اللماحة. والأهم، ليعلن أنه قبل العاشر من أيلول سيدعو رؤساء الكتل النيابية إلى حوار حول سبعة بنود، حددها كالتالي: رئاسة الجمهورية، عمل البرلمان، عمل الحكومة، قانون الانتخاب، قانون الجنسية، اللامركزية، ودعم الجيش والقوى المسلحة اللبنانية ….هكذا يبدو أيلول بيروت منذوراً لنوعين من النجوم: نجوم ساحة النجمة، ونجوم ساحة “النقمة” … وعلى أمل ألا يكونَ الفوزُ من نصيب نجوم الضهر، فلنبدأ مع كلام بري …