IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “OTV” المسائية ليوم الخميس في 3/9/2015

otv

  قبل النشرة  وقبل المقدمة، وصلتنا الآن هذه الرسالة، نتلوها بحرفيتها، لمن يهمُه الأمر: أنا لست مع ميشال عون … لم أكن معه سنة 1990. لا بل كنت مع سقوِطه ورحيله، عل السلامَ يحلُ بعدَه في لبنان… وكان لي ما أردت. سقط الرجل ورحل. لأكتشفَ بعدَه صدمتي والمعاناة، خيبَتي والمأساة: خمسة عشر عاماً، بين المنفى والمعتقل، بين الذل والمهانة، بين الجوع والوجع … سرقوا خبزي… نهبوا بلدي… غيروا هويَتي… مسخوا وطني.. سحلوا وجهي وكرامتي وسيادتي… ولم أكن مع ميشال عون … وبعدْ، لم أكن مع عودته سنة 2005… اعتقدت يومها أن الثورةَ انتهت. وأن الأهداف تحققت، وأن الدولة عادت وقامت، وأنها تأسست وتمأسست … لأعودَ فأُدركَ مدى خسارتي ووهمي وهمِي … صار وطني على حدود الضياع، بين نزوح غيره إليه، وبين هجرة أهلي منه… صارت حياتي على شفير الانفجار، بين إرهابٍ يغطيه العجزُ، وبين إفلاسٍ يسببه البطر… وصار شعبي على حافة الانتحار، بين فوضى باسم الحرية، وبين يأس باسم الواقعية … عشرة أعوام وصمتي عميلُ السلطة، يقتلني هو بلا فعل، وتقتلني هي بلا جهل … ولم أكن مع ميشال عون … ربعُ قرن مضى. وها هو يدعوني غداً. غداً هو معي، كما كان كلَ يوم. غداً هو مع خبزي، هو مع عيشي، هو مع حريتي وكرامتي ووجودي وبقائي … هو مع هوائي وأنفاسي وأحلامي والآمال… غداً هو مع وطن بلونِ عيون أطفالي، مع دولة برائحة دماء أبطالي، مع حياة بنكهة الحق وتعب المستحِق … غداً ميشال عون معي، وأنا معه، لأنني قررت أن أحيا، قررت أن أبقى … التوقيع: مواطن … الكلام الآن لك ميشال عون …