غريب هذا التاريخ كيف يعيد نفسه، فالمعادلة تتكرر بعد اكثر من 25 سنة… يومها، ثمة من كان ينادي: نريد رئيساً للجمهورية… في المقابل، كان هناك من يصرخ: نريد الجمهورية، كي يكون لها رئيس! مشهد اليوم يتكرر، تتقاطع اصوات الخارج مع بعض الداخل للمطابة برئيس، اي رئيس كان، ولكن الآن… ليعلو مقابلها صوت ينبه الى ما يحاك، سائلاً: لاي جمهورية تريدون الرئيس: لجمهورية الفساد المهجِّر لابنائها؟ او لجمهورية شرعت ابوابها امام نزوح بات يشكل نصف البلد، ويُخشى ان يتحول توطيناً مقنعا؟ القضية اليوم ليست قصة ملء فراغ ما، بل القضية مَن يملأ الفراغ، وكيف، وبأي شروط… فالخشية في ان يكون مطلب الاسراع بالانتخاب، مكيدةً، للتسرع والاتيان برئيس يمرر المخططات، فيبصم على ملف النازحين في لبنان ويمرره بصمت، ويوقِّع على اكبر عملية تزوير للديمغرافيا، ونسف للهوية، وضرب للكيان… على وقع هذه التحديات، تجتمع طاولة الحوار في ثاني جلساتها غدا: ليس متوقعا منها الكثير في ظل دوامة المراوحة… مشهد الاسبوع الماضي سيتكرر، مع بعض التعيدلات ربما… في الخارج سيبقى مشهد التعزيزات الامنية مواكباً للجلسة وما يرافقها من حراك شعبي، وفي الداخل ستتكرر المواقف مجدداً، من دون ان يتعلم احد من هؤلاء من التاريخ، ومن دون ان يلتفت احد من هؤلاء الى الاخطار، فيبقى تركيزهم على الرئيس… فيها تتلاشى تحت اقدامهم ركائز الجمهورية!