IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار قناة “OTV” المسائية ليوم الإثنين في 21/9/2015

otv

بكل صراحةٍ ومكاشفة، لا شيءَ يحصل في البلد هذه الأيام. لا في موضوع الرئاسة، ولا في موضوع قانون الانتخابات، ولا حكومياً ولا برلمانياً، ولا حتى في مسألة النفايات … كل ما يدور في هذه المواضيع مجردُ “بيع حكي” وتدوير كلام… ما يحصل فعلياً هو أمرٌ واحد. إنه محاولة ابتزاز ميشال عون في موضوع الترقيات العسكرية، لا غير. وذلك انطلاقاً من أوهامٍ لدى البعض، بأنّ الرجل سيصبح مطلع تشرين الأول، وتحديداً مع دُنوّ تقاعد العميد شامل روكز، مستعداً لأي شيء، أو حتى للتخلي عن كل شيء، مقابلَ معالجة موضوع الترقيات العسكرية… بهذه الخلفية، يُفهَم تطييرُ اجتماعات مجلس الوزراء ثلاثة أسابيع متتالية، بذرائع مختلفة وحُجج مختلقة. فيما الغرض الفعلي هو تضييعُ آخِر ثُلث من أيلول والوصول إلى تشرين في ظل المراوحة والمناورة والمراوغة…  وبهذه الخلفية، تُفهم مماحكاتُ بعض المفاوضات وبهلوانياتُ بعض المفاوضين. يريدون، كما أرادوا قبل رُبعِ قرنٍ كاملٍ، وكما حاولوا منذ سنةٍ وتسعةِ أشهرٍ كاملة من الحوارات، ضرْبَ عون في مبادئه ومبدئيته، في قيمه ومَقامه… يريدون أن يصبح واحداً مثلَهم، واحداً منهم… لتصحَّ فيهم مقولة “كلن، يعني كلن”… هذا، كل ما يجري هذه الأيام في البلد. ما تبقّى كلامٌ بكلام: لا حلولَ للنفايات، ولا قانون للانتخابات، ولا أصولَ للرئاسات ولا حتى فلول للعَمالات … كلُ شيءٍ مجمدُ، في انتظارِ وصايةٍ جديدة، وضرْب عون و13 تشرين معجّل مكرّر … هذا الوهم بالذات هو ما رد عليه الجنرال أمس. وهو ما أسقطه احتفال تجديد مشروعه وتجدد تياره. لكن مع ذلك، يظل الآخرون ينتظرون تشرين بشغفٍ وعمى، حتى فاتَهم آخِر أيلول. ونسَوا طرفَه المبلول. فوصل صباحَ اليوم بأكوام النفايات هو محمول. لكنْ ما همُّ أيِّ مسؤولٍ، طالما أنّ كلَ شيءٍ في هذا البلد معقولٌ ومقبول…