لا يزال أهل السلطة القائمة مشغولين بأمرين اثنين: أولاً كيف يقمعون المتظاهرين، ويغطون ارتكابهم الوحشي ضد مواطنين مدنيين سلميين … وثانياً كيف يستمرون في كيديتهم وإنكارهم لظاهرة ميشال عون … في فضيحة المتظاهرين، سقط اليوم مزيد من الأقنعة. ذلك أن شهادات المحررين من سجون السلطة وزنزانات أجهزتها، أظهرت حجم الكذب الذي يمارسه مثلث الأمن والملاحقة والمحاسبة … مثلث يزور الحقائق … ويلفق التهم … ويغطي على المرتكبين … ويحمي نظام الفساد والفجور … وهو ما جعل المحرَرين يصرخون بألم في وجه جزاري الدولة الأمنية الجديدة: جاييكن يوم! أما في فضيحة التعامل مع عون، فكانت المفارقة اليوم، وقوع كل الحاقدين في تناقض مَرَضي سافر … ففي 9 تموز يوم نزل طلاب التيار عفوياً إلى ساحة رياض الصلح، طبلوا الدنيا بأبواقهم، للقول أن هذا هو حجم ميشال عون… حتى أن أحد المواقع الحزبية تنطح لإجراء جردة إحصائية شاملة… انتهى بعدها إلى إنجازٍ مصور احتفل به طيلة شهر، يقول أن جمهور عون في لبنان والمهجر، هو 143 شخصاً… بعدها جاءت موجة 4 أيلول… فتعقدت عقدتهم أكثر. غير أنهم وجدوا الحل بتفسير مفاده، أن الذين ملأوا ساحة الشهداء هم من الشيعة. لمجرد أن متظاهرة عونية واحدة كانت محجبة … أما أمس، وبعد شلال 11 تشرين، فقد انعقدت ألسنتهم طيلة النهار، حتى انفكت على حبر الزيت الأسود ليلاً… ليخرجوا كلهم بلازمة صباحية واحدة. صاروا يقولون: وإن كان العونيون بالآلاف، لن يتغير شيء. لأن الأفق اللبناني مسدود دولياً… عيب التدجيل حتى هذا الدرك… عيب الكذب إلى هذا الحد… عيب أن يصير العيب بلا قعر حتى هذا المستوى … ولو؟! لماذا لا يتعلمون الصدق والنزاهة والصراحة والأمانة والاستقامة … من رجل مثل ميشال سليمان ..