الواضح أن لا جديد في السياسة اللبنانية. ولا شيء متوقعاً في كل المدى الزمني المنظور… والسبب العميق الفعلي، هو أن أيتام غازي كنعان ورستم غزالة، كانوا قد أرسوا منذ العام 2005 معادلة عنوانها: إما أن نحكم البلد وحدنا… وإما أن نحرقه كله…. لكن بعد عشرة أعوام من ابتزاز اللبنانيين بتلك الثنائية المجرمة، فقد هؤلاء الأيتام قدرتهم على تنفيذ تهديداتهم. فلم يعودوا قادرين على الحكم. ولا على الحرق. فتراجعوا إلى خط دفاعهم الأخير، وعنوانه تعطيل كل شيء. حتى لا يعيدوا أياً من الحقوق التي سطوا عليها نتيجة عمالتهم للسوري. فصار مشروعهم كالآتي: ممنوع إنتخاب رئيس ميثاقي يمثل المسيحيين. ممنوع إعطاء قانون انتخابي يؤمن المناصفة الدستورية. ممنوع إقرار اللامركزية الإدارية التي تحرر المناطق من سرقتهم للمال العام مركزياً. ممنوع تعيين أي مسيحي كفؤ أو نزيه في أي مركز مفصلي ضمن الدولة. ممنوع إقرار قانون استعادة الجنسية، حتى يظل توطين الفلسطينيين والسوريين مفتوحاً. ممنوع إقرار قانون تملك الأجانب، حتى يبقى مشروع بيع البلد متاحاً. ممنوع إقرار قانون ضمان الشيخوخة، حتى يظل اللبنانيون عرضة للهجرة، ويصير التحكم بمن يبقى منهم أسهل. ممنوع إعادة وسط بيروت إلى أصحابه، ممنوع تأمين الكهرباء والماء. ممنوع حتى رفع النفايات، إلا مقابل سكوت اللبنانيين عن نهب سوكلين لأموالهم. ممنوع تحرير مرفأ بيروت ومطار بيروت من مافيات السرقة والنهب، حتى لا يخسر أيتام عنجر مئات ملايين الدولاارت سنوياً… وأخيراً ممنوع حتى أن نقول آخ، وإلا اتهمنا بالعنصرية والطائفية والتعطيل والتهويل … الجواب: لن نسكت. ولن نقبل. ولن نركع ولن نخضع ولن ندجن ولن نروض. لن تشترينا دولاراتكم ولن تخيفنا خناجركم. سنظل نقول لا لفجوركم. لا ستكبر لتصير شاملةً مساحة الوطن. تماماً كما كانت شكراً شامل روكز عابرة لكل الانتماءات اليوم.