في انتظار ما بعد بوتين – الأسد، وفي انتظار فيينا وردود فعل أنقره والرياض، تحركت باريس … أولاً للتعبير عن استيائها لتركها وحيدة على محطة قطارات الحلول … وثانياً لتذكير نفسها بأنها دولة عظمى سابقاً… في العاصمة الفرنسية حل دي ميستورا ضيفاً للبحث أوضاع سوريا… وإلى العاصمة اللبنانية وصل رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرار لارشيه، للبحث عن أي ثغرة يمكن لفرنسا أن تنفذ منها، إلى ما كان يوماً مربط خيلها … ففي معلومات خاصة بالأوتي في، أن المسؤول الفرنسي حاول في لقاءاته اللبنانية أن يتلمس مسألتين اثنتين: أولاً، أي سلة حلول يمكن أن تحرك المأوق في لبنان. وعما إذا كان لرزمة ما أن تشكل مخرجاً مقبولاً للأطراف اللبنانية كافة. مع تلميحه إلى أن أي “باكاج ديل” محتملاً، سيكون لمرحلة انتقالية، يتم البحث بعدها في حلول نهائية… أما المسألة الثانية التي حاول المسؤول الفرنسي تلمسها، فهي سوريا… إذ أكدت معلومات الأو تي في أن لارشيه التقى بعيداً عن الإعلام مسؤولين في حزب الله. وبحث معهم في قضايا بيروت ودمشق. وأبلغهم بأنه ذاهب إلى طهران، وعلى أجندته العلاقات الثنائية، وملف سوريا… بعدما كانت فرنسا قد تلقت أكثر من تأكيد إيراني بأن القضايا اللبنانية تبحث في بيروت وحدها… في هذا الوقت تستمر ملفات بيروت في الانتظار: الانتخابات النيابية المعطلة منذ عامين ونيف … والحكومة المشلولة المفخخة بارتكابات سمير مقبل منذ أشهر … والرئاسة المجوفة منذ أعوام … وحتى النفايات المكدسة برسم السرطان لكل المواطنين … كل ذلك في الانتظار، لأن البعض راهن منذ آذار 2011 أن بشار الأسد ساقط بعد يومين. الآن صار الرهان – الوهم معلقاً على ليالي فيينا …