إليكم بورصة أزمات بيروت، كما أقفلت اليوم: النفايات استقرت في آخر تطوراتها على لجنة وزارية برئاسة تمام سلام، للبحث في إجراءات التسفير بحراً، بكلفة نحو مليون دولار يومياً … علماً أن هذه الإجراءات معقدة ولا يمكن إتمامها بكبسة زر. فمن جهة لبنان هناك معاملات حكومية وإدارية متشعبة… ومن جهة الدول المستقبِلة، هناك مواصفات الفرز التوضيب والشحن … مما قد يستغرق وقتاً طويلاً… وقتٌ قد تسبقه أمطار تشرين أو كانون… فتذهب نفاياتنا سموماً وتلوثاً في النهر، قبل أن تتحول أجود أنواع صادراتنا عبر البحر … التشريع بدوره مستمر في لعبة عض الأصابع، بين ساحة النجمة والقوى المسيحية… خصوصاً بعدما صارت هذه القوى تطرح بقلق وريبة سؤالاً بسيطاً: لماذا مجرد ذكر قانون الانتخاب، ممنوع في مجلس النواب؟ طالما أن القوى المسيحية وافقت على إدراجه في آخر الجدول… ووافقت على حق رئيس المجلس الكامل في إدارة الجلسة… وسلمت مسبقاً بعدم ترك الجلسة مفتوحة … كل ما تريده هو لفظ اسم قانون الانتخاب، تكريساً لمبدأ أن الشعب هو مصدر السلطات . ومع ذلك، أو ربما بسبب ذلك، يستمر الرفض والتحدي، على طريقة تفضلوا غصباً عنكم، وإلا نشرع وندير الدولة ونحكم البلد ربما، من دونكم… وهو ما ينذر بمنزلقات خطيرة جداً. أو يكشف دوافع وخلفيات تذكر بزمن بائد … لكن الكلمة الأخيرة في هذا الشأن لم تعط بعد. فالكتل الرئيسية تتريث حتى مطلع الأسبوع المقبل لاتخاذ مواقفها النهائية. فيما الظاهر أن موقف القوى المسيحية ثابت، وهو بدأ يحضر لمرحلة ما بعد استحقاق تلك الجلسة … أو اللاجلسة. لكن بين مواجهة أزمة النفايات، ومواجهة تطيير الانتخابات، تبقى المواجهة الأكثر سخونة مع الإرهاب في عرسال. بعد انفجار أمس الذي أظهر صراعاً داخلياً بين الإرهابيين، حاول هؤلاء اليوم توحيد صفوفهم وأحقادهم على حساب دماء الجيش . فكان ما كان في عرسال – اللبنانية – مع وقف التنفيذ، إلا ضد جيش لبنان وضد أبنائها اللبنانيين …