خطير جداً ما يجتازه لبنان هذه الأيام وحتى الخميس المقبل … خطير بتداعياته على ميثاق الوطن وشراكته وصيغة توافقه ونظام اعتداله … خطير لأن المسيحيين باتوا للمرة الأولى منذ العام 1992، موحدين خلف موقف موحد … فيما بعض القيادات الشريكة في الوطن، لم يعط الأمر ما يقتضي من اعتبار … لكن ما يترك بعض التفاؤل أن الاتصالات لم تنقطع. من ساحة النجمة إلى عين التينة إلى سلسلة خطوط هاتفية مفتوحة على مدار الساعة، يمكن القول أن الأمل لم ينفد… وفي معلومات الأو تي في أن حزب الله يقود منذ يوم السبت الماضي، مبادرة نشطة بعيداً عن الإعلام. وهي تمثلت بسلسلة زيارات مكوكية ليلية، سعياً إلى تضييق هوة التباين … حتى الفريق الحريري بادر بنيات إيجابية إلى التطوع للقيام بأي مساع مفيدة … وهو ما قوبل بالشكر والتقدير من قبل القوى المسيحية، مع تفضيلها أن تتواصل مباشرة مع الرئيس بري. أولاً لأن الخط مفتوح معه دوماً. وثانياً لأن الفريق المسيحي لا يريد وسيطاً بينه وبين رئاسة المجلس في القضايا المصيرية. ولأنه يحرص على ألا تظهر عين التينة في موقع المحتاجة إلى وسطاء ميثاقيين للحديث مع شركائها في الوطن … المهم أن الاتصالات قطعت اليوم شوطاً مهماً. خصوصاً في موضوعي قانون الجنسية، وأموال البلديات. علماً أن كل القوانين المالية المطروحة هي موضع إجماع وطني… بقيت مسألة قانون الانتخاب. وهي تبدو أكثر نعقيداً. رغم برزو أفكار جديدة للحلحلة اليوم … علماً أن الطريق الفاصل بين الحلحلة والحل يبدو قصيراً جداً وبسيطاً جداً… يكفيه تجسيد ما أعلنه الرئيس بري مراراً وتكراراً طيلة سنتين ونيف … فلمن نسي أو تناسى أو أنسي … هذا ما قاله رئيس المجلس النيابي عن قانون الانتخاب …