حين يجلس رجل ملتح، في قلب باريس، بصفة داعية إسلام أو مربِ ديني، ويغسل أدمغة أطفالٍ دون العاشرة من عمرهم، بأن الموسيقى هي من صنع الشيطان. وبأن الذين يستمعون إلى الموسيقى يجب أن يتحولوا إلى قرود وخنازير … هل من يسأل بعد، لماذا، ولأي سبب، ومن هاجم ملهى باتاكلان في العاصمة الفرنسية؟ إنه مثل واحد من عشرات . بل من مئات الأمثلة التي تدل بوضوح على هوية الإرهابيين . وعلى وجوههم وأسمائهم وجنسياتهم. واقعة من مئات الوقائع الموثقة بالصوت والصورة، التي تفضح جذور الإرهاب، ومكامنه في العقل والفكر، قبل أن يصير في الخنجر والسكين، وقبل أن يستقوي بالمال والوحوش … من باريس إلى بروكسل … ومن برج البراجنة إلى الموصل … وحش واحد، إرهابي واحد، فكرٌ إلغائي مجرمٌ قاتلٌ واحد . يرفض البعض الاعتراف به. ويعيش البعض حياله حالة إنكار. حالة انفصام. حالة رفض للمرض . ومكابرة على السرطان . ومساكنة مع الشيطان، من أجل حفنة من الدنانير … من مذبحة باريس وقبلها وبعدها، وحتى نعرف ونعترف بهذا الوحش، سيظل الأبرياء يسقطون، وستظل الضحايا تردى مجاناً وعبثاً، لأن ملتحياً كهذا يعلم الأطفال ما يعلمه …