البلد بين سياستين…سياسة التهويل، وسياسة الصمت في انتظار اتضاح المشهد!وبين النهجين، تبدو مساعي التسوية في حال مراوحة، فلا هي تتقدم، ولا تنهار…وفيما التهديدات الزرقاء كُتبت بالخط العريض لتُهول على اللبنانيين بامنهم واقتصادهم ومالهم، ها هو الاسلوب عينه يعيد الذاكرة نحو عقدين من الزمن الى الخلف، يوم امتطت الحريرية الانهيار، لتركب صهوة السلطة…الا ان التهويل هذه المرة، مكشوف ومفضوح، يُقابل، بالمقلب الآخر، بسياسة الصمت التي اعتمدها حزب الله منذ بداية الحديث عن التسوية، واعلنها العماد ميشال عون اليوم نهجاً حتى تتضح الصورة من المصدر، اي سليمان فرنيجة، لا المصادر…وفي الانتظار، يبقى الحراك في اوجه: الرابية شكلت اليوم عاموده الفقري، فيما بكركي تعمل على جمع الاقطاب الاربعة، ونصب اعينها هدف انهاء الفراغ باطار توافقي، لا تزكية مرشح على آخر…واذا كانت حسابات السياسة معقدة، ومعادلاتُها المستعصية لا تجد حلاً، لتترك لبنان في دائرة الفشل، حسابات غبريال اعادت لبنان الى خارطة الانتصارات، لتحجز له مقعداً بين المميزين والمتفوقين…