Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “OTV” المسائية ليوم الثلاثاء في 15/12/2015

غريب امر السياسة، ففي وقت تتكدس المقالات الغربية عن دور خليجي في دعم الارهاب، وفي وقت تتوالى التقارير الروسية عن اداء تركيا المتعاون مع الارهاب عينه، وفي وقت لا تزال تتردد اصداء كلمات جو بايدن منذ عام ونيف حول دول حليفة لواشنطن تدعم التطرف… في هذا الوقت بالذات، تُطل الرياض ببدعة جديدة: تحالف اسلامي ضد الارهاب، ليتحول المُكافِح لهذا الارهاب، دولاً، تُثار الشبهات حولها بتهمة حماية الارهاب بعينه… فهل هي السعودية التي تحاول الخروج من المستنقع اليمني عبر استبدال عاصفة حزمها بالحوار، تمضي اليوم نحو مغامرة عسكرية جديدة؟ وهل هو ميل تركي لتشكيل جبهة مسلحة تصب في نهاية المطاف ضد روسيا؟ ولماذا استبعدت الرياض، في حال حَسُنَتْ نياتُها، دولاً كسوريا والعراق وايران؟ وكيف سيتصرف هذا التحالف، ووفق اي معايير دولية او قانونية، ومن هو الارهابي برأيه؟ اسئلة، اجاباتها مبهمة للعلن، وحتى للدول التي ادرجتها الرياض في هذا الحلف من دون علمها ربما… وكأن ما صدر ليس بتحالف، بل بامر ملكي: فغريب كي يقوم تحالف من دون ان تجتمع دوله لتقرر المبادئ الاساسية، والغريب كيف لدولة كلبنان ان يتبلغ وزراؤها عبر الاعلام بالموضوع من خلال تصريح ولي ولي عهد سعودي، وان يُخفى الامر عن وزارة خارجيتها، قبل ان يستلحق رئيس الحكومة اللبنانية الامر بعد اكثر من 15 ساعة ليتحدث عن ان الرياض اسمزجت رأيه، ويؤيد التحالف… واذا كان رئيس الحكومة تسلح بفقرة البيان الوزاري في شأن مكافحة الارهاب ليبارك التحالف الاسلامي، فلماذا لم تكن هذه العبارة كافية لينسق لبنان مع موسكو مثلاً، وكيف يختار استنسابياً متى ينحاز ومتى ينأى بنفسه، ثم ينأى عن النأي باتصال سعودي… فهل بات لبنان، بسيادته ومؤسساته، اول ضحية لهذا التحالف ومؤيديه؟