بين نفايات عضوية وحوارات رئاسية … اختار سمير القنطار الرحيل شهيداً … أصلاً، كان محتوماً للذي كان قنطاراً في مواجهة العدو، ألا يكون غير سمير الشهداء … وكان لا بد له أن يهجر أرضنا أو يهجّر منها … إذ كيف يحيا عميد الأسرى في وطنٍ، يقال على طاولة حواره، أن المقاومة هي من جاء بالإرهاب إليه، كمل قال السنيورة اليوم؟! أو كيف يحيا عميد المحررين في دولة، تأكل نصف مليار دولار من لحم شعبها، لتلفلف فضيحة نفايات اندلعت، لمجرد أن مافياتها اختلفوا على حصصهم من مزابلها؟! أو كيف يظل عميد المقاومين في بلد، يسكت فيه السياسيون والطامحون والمبادرون والتسوويون والعقلانيون … على محاولة دس اسم المقاومة على لوائح إرهاب العالم؟! رحل سمير، لكن مقاومته باقية. هي من أقسمت على الرد. وكلام سيدها الليلة، أول الرد. بعد قليل، يطل السيد حسن نصرالله، ليستعيد سيرة سمير، من الميلاد حتى الاستشهاد، فيقرأ عبرها تاريخ المقاومة، من لبنان إلى فلسطين، ومن لبنان إلى سوريا. ومن لبنان إلى لبنان. ليشرح السيد كيف أن الصراع هو في كل محلة ومرحلة، بين محورين كبيرين. وأن كل ما فيه حلقات ضمن السلسلة نفسها. من لائحة السعوديين ضد المقاومة، إلى قرار الكونغرس، إلى حظر قناة المنار، إلى مفاوضات هناك وتسويات هنا … كلها جزئيات في عنوان واحد: الحرب على المقاومة … المقاومة التي لم تنس سمير أسيراً. فكيف تنساه شهيداً… الليلة أول ردها.