ما كان معروفاً منذ أسابيع بات مؤكداً اليوم… وهو أن عاصفة الجنون الخليجي وصلت فعلاً إلى لبنان. وبنتيجتها كل ما كان من استحقاقاتنا السياسية خارج التبريد صار داخله… وكل ما كان في التبريد رفع إلى مرتبة الثلاجة … حتى لا تفسدَ لحوم الدمى المطلوبُ تحريكُها لاحقاً، على مسرح سيادتنا المغفور لها … ولأن الأمر كذلك، توكل الرئيس نبيه بري على شفاعة مار مارون، عله يحل عقدة الرئاسة. فحدد جلستها المقبلة عشية عيد شفيع الموارنة في 8 شباط… طبعاً لأن الحل الجذري ممنوع… وهو أن ينتخب الشعب اللبناني رئيسه. كما يفعل البشر من إريتريا إلى أفغانستان… فلا تعود رئاستنا رهن تهريبة ملياردير، ولا أسيرة تعليمة قنصل… كما لو أن الرئيس عندنا لعبة بارولي غير مشروعة، أو حقيبة كبتاغون ملكية … وفي الوقت الضائع، عاد مسؤولونا للبحث في ملء فراغهم بما يناسب… فعادت نغمة تفعيل الحكومة … أي حكومة الكارثة الوطنية. حكومة التعمية على الحقائق وذر الرماد وتلوين الوقائع. الحكومة التي لم تخبرنا بعد لماذا صادر رئيسها منذ نيسان 2014 مرسومي استثمار نفطنا… حتى انهارت أسعار النفط وهربت شركاته، ولم يرف له جفن… ولماذا هبوا قبل أسابيع للبحث في الموضوع ثم ناموا… والحكومة التي لم تخبرنا بعد لماذا لا تُجري انتخابات فرعية جزين، ثم تبحث في الانتخابات البلدية؟ علماً، وللوقائع والمعلومات، ونتحدى مسؤوليها أن يكذبوا، أن هذه الحكومة نفسها سربت لشركات تصدير نفاياتنا الفاخرة، أن لا انتخابات بلدية مقبلة، بما يضمن استمرار عقود تلك الشركات مع اتحادات البلديات … لا تنتهي لائحة الخداع والتضليل والمراوغة وأكثر … وهو ما يجعل سلطتنا ونظامنا، مطحنة تكسر عظام شعبنا وديمقراطيتنا بالإهمال أو بالسوء … تماماً كما حصل اليوم مع هيلينا ووالدها …