شحذت اميركا هممها نحو المنطقة على اكثر من خط… فعشية جنيف السوري المرتقب مبدئياً الاسبوع المقبل، استنفرت واشنطن دبلوماسيتَها نحو الرياض لتشاركها القلق من النفوذ الايراني، والى اسطنبول لتجاريها بخوفها من القوة الكردية… سوّقت للحل السياسي السوري حسب منظارها، ولوحت بحل عسكري في حال فشل الحل السياسي، فيما ابقت في الوقت عينه خط الاتصال مفتوحاً بموسكو، التي استاءت من الطابع الهدام للتصريحات الاميركية، قبل ان تعود واشنطن لتوضح ان احتمال الحل العسكري محصور بداعش، لا بسوريا ككل… سياسة الخطوط المفتوحة سرت ايضاً على المشهد اللبناني، ففيما كان البطريرك الماروني يزور الفاتيكان طالباً وساطة بابوية لانجاز الملف الرئاسي، سجل اتصال العماد ميشال عون بالرئيس سعد الحريري، الذي اتصل بدوره بالنائب سليمان فرنجية… واذا كان اتصال عون الحريري افضى الى اتفاق على استمرار التواصل بينهما، فان بيان الحريري اقرن الترحيب بالمصالحة القواتية العونية بالتذكير بمبادرته تجاه فرنجية… وفي انتظار انضاج اتصالات الرئاسة، عادت الحكومة السلامية المفعلة الى واجهة المشهد عبر الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء الخميس، علماً ان اكتمال نصابها السياسي قيدُ الدرس، اذ يبقى مرهوناً بالتزام الجميع بالاتفاقات، اذ ان الاتفاق كان منذ عشية الجلسة الاخيرة على تعيين ثلاثة اعضاء في المجلس العسكري، وتكتل التغيير والاصلاح لا يزال يعول على التزام المعنيين بهذا الاتفاق، وسط استمرار التواصل مع كل الحلفاء، وخصوصاً الرئيس نبيه بري، لبلورة الموقف…