من اليوم وحتى الخميس المقبل، أربع محطات سياسية في بيروت: بعد قليل، جولة أخرى من حوار المستقبل حزب الله… هذا الحوار الذي قال عنه اليوم بالذات أحمد فتفت، أنه بات بلا معنى … ومع ذلك يتمسك به الطرفان ويستمران فيه، لتعبئة الفراغ بالصمت المناسب … غداً تنهي لجنة قانون الانتخاب عملها. لتكسر بعده صمتها. ولتعلن حتماً أنها لم تحقق شيئاً… الأربعاء تنعقد طاولة الحوار الوطني. أو طاولة الانتظار الوطني: مداولات كبرى عالقة، وملفات صغرى معلقة، تمهيداً لليوم التالي… فالخميس جلسة لمجلس الوزراء، ومعها أكثر من300 بند عن بوّاب هنا وتنفيعات هناك وتغطية فضائح هنالك… ولا من يجرؤ على معالجة شغور الجيش والقوى الأمنية … لماذا هذا الواقع؟ لأن في البلد نوعين من المسؤولين والسياسيين: نوع ينتظر الخارج. ونوع يحاول توحيد الداخل… النوع الأول، موعودٌ بوصول روحاني إلى روما. علّ مقابلة الثوبين الأسود والأبيض هناك، تشفي أمراض الأثواب الرمادية هنا… وإذا ما زبطت في روما، فسينتظرون انتقال روحاني إلى باريس… لأنهم يتوهمون بأن الأم الحنون سابقاً، تمون على السيد، عبر طهران راهناً … وإذا ما زبطت عند هولاند، فسينتظرون جنيف 3، أو جنيف 300، أو واشنطن أو موسكو أو أي مكان … إلا بيروت، وإلا شركائهم في الوطن … لكن هناك نوع آخر من المسؤولين اللبنانيين. نوع حسم رأيه وخياره وقراره، وبات يعلن بفخز وعزم وحق ولا تراجع: المطلوب واحد: قبول شراكة المسيحيين… وقبولها، قبل هبوب العواصف الخارجية وعير الطبيعية … تفاصيل كل ما سبق، في نشرتنا هذه… لكن فلنبدأ من العاصفة الداخلية و… الطبيعية.