حتى قرابة الثانية فجراً، ظل المجتمعون في ميونيخ يتجادلون حول الوضع في سوريا … بحث حول لائحة المنظمات الإرهابية… ومسائل تقنية وأخرى عسكرية… ولبنان صامت. على قاعدة أن قراره الحكومي والرسمي واضح، بالنأي بالنفس عن كل ما يتعلق بالأزمة السورية عسكرياً أو سياسياً… إلى أن بدا أن نص الختامي بات جاهزاً. أو هو منجز سلفاً ومسبقاً… ثلاث صفحات طويلة، تتحدث عن وقف لإطلاق النار من جهة، مع آلية سريعة وعملية للبدء في تطبيقه … كما عن انطلاق المساعدات الإنسانية للنازحين من جهة ثانية …لكن من دون ذكر أي كلمة حول مصير هؤلاء النازحين… حتى تركيا والأردن، مع ملايين نازحيهم الثلاثة، التزما الصمت … لكن ماذا يعني وقف النار في سوريا، وإنهاء الحرب العسكرية هناك، وتطبيق العملية السياسية للحل، وإعطاء مساعدات مالية ومادية للسوريين خارج أرضهم … كل ذلك من دون أي كلام أو التزام حول عودتهم، ومن دون ضمان حقهم في العودة الآمنة واللائقة والحرة؟ إنها مؤامرة التوطين المقنّع مجدداً… وهو ما فرض على الوفد اللبناني الخروج عن صمته، ورفع صوته، حتى أقر الجميع بإضافة حق العودة إلى بيان ميونيخ … هكذا، وعلى عكس ما ارتكبته نيويورك مع نص القرار 2254، الذي أغفل حق السوريين في العودة إلى أرضهم، انتزع لبنان لهم هذا الحق في ميونيخ … حقٌ يبقى طبعاً على الورق، في انتظار من سيحكم على الأرض… لكن الأساس هو ألا يُطرد السوريون من وطنهم. كي لايهجر اللبنانيون من بلدهم… فالطرد والتهجير ظاهرة تبدو رائجة هذه الأيام. وآخر فضائحها مؤامرة لطرد الجيش اللبناني من قاعدته البحرية في بيروت، كرمى لعيون أصحاب المشاريع المشبوهة، لمرفأ العاصمة وشاطئها وبحرها وكنوز البحر … فضيحة طرد الجيش نتابع تفاصيلها كاملة في نشرة OTV.