أيام قليلة فقط كانت كافية لتبيان الخيط الأسود من الخيط الأسوأ في مؤامرة الحملة الزرقاء ضد الشعب اللبناني عموماً، وخصوصاً ضد المواطنين اللبنانيين العاملين لدى الأشقاء السعوديين … أيام قليلة كانت كافية لظهور الحقيقة… فالمشكلة ليست مع الرياض… بل المشكلة كل المشكلة هي مع البعض في بيروت … وهي مشكلتهم هؤلاء مع وطنهم، ومع مواطنيهم، ومع شركائهم ومع شركاتهم … المشكلة أنهم مفلسون. وأن إفلاسهم فرض عليهم اللجوء إلى صرف تعسفي للآلاف من المساكين العاملين لديهم في السعودية… لكنهم كانوا بحاجة إلى غطاء وذريعة ومسوغ … لتنفيذ مذبحتهم … فلجأو إلى فكرة جهنمية، على وهم أن يضربوا أكثر من عصفور بحجر واحد: فقرروا أن يحرضوا الأشقاء السعوديين ضد مواطنيهم وإخوتهم اللبنانيين. وأن يصلوا بتحريضهم حتى ضرب العلاقات التاريخية بين بيروت والرياض. علهم بذلك يضغطون أولاً على سمير جعجع، ليتراجع عن خطوة المصالحة المسيحية… ثم يضغطون على المسيحيين، علهم يؤلبونهم ضد ميشال عون… فيضربوا حقوقهم الوطنية، وينقلوا المعركة من حقهم في رئيس ميثاقي، إلى بصمهم على إذعان نفاقي… وأخيراً، علهم يتخلصون من ديونهم وتعويضاتهم ومن الذين خدموهم وبنوا ثرواتهم … بحجة أن جبران باسيل هو المسؤول … لكن فات هؤلاء، أن السعودية أولاً ليست مطية لأطماعهم وأغراضهم… وأن الشعب اللبناني ثانياً، لا يحيا بالخبز أولاً، بل بالكرامة والحرية أولاً وأخيراً… ووفاتهم أخيراً أنهم ليسوا أولاً للبنان. ولا ربما للبنان حتى … كل ما بقي من سلطتهم، نفايات ملأت حتى الإعلام الغربي، رائحة وفضيحة، كما نكشف في نشرة الـ OTV.