هل بدأت تنحسر عاصفة التحريض من قبل بعض اللبنانيين، ضد مواطنيهم في السعودية وفي دول عربية شقيقة أخرى؟ أكثر من مؤشر أولي يدل على أن أصحاب الرؤوس الحامية والنفوس والجيوب الفارغة في بيروت، قد لامسوا الحائط المسدود… أو أنهم امتطوا أعلى خيلهم وتخيلاتهم، حتى بلغوا ذروة الشجرة. ومن فوق قصور أوهامهم، صاروا مهددين بالقفز من شاهق أنانياتهم العالية، حتى درك ذكائهم المتواضع. فبدأوما يبحثون عن سلم للنزول …مؤشرات التراجع تبدو كثيرة. ويمكن تجميعها في التالي:أولاً، تذكير مصادر دبلوماسية عربية بجملة اعتبرتها أساسية في نص قرار مجلس الوزراء السعودي، ألا وهي تأكيد الرياض “وقوفها إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق بكافة طوائفه، وأنها لن تتخلى عنه وستستمر في مؤازرته”. ما يعني أن لا خطوات دراماتيكية على خط الأزمة بين البلدين الشقيقين، رغم تهويل بعض حديثي النعمة البيروتيين بالتجويع والتطويع…ثانياً، كلام وزير الخارجية الكويتية اليوم، الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، عن أن “ان المساعدات الكويتية للشعب اللبناني الشقيق مستمرة”….ثالثاً، الكلام الأميركي الذي سمعه الوفد النيابي اللبناني في واشنطن، لجهة الاستياء من معاقبة الجيش اللبناني والحرص على معالجة ذلك…رابعاً، الموقف الأوروبي المماثل، والذي جاء التعبير عنه أكثر وضوحاً، في خطوة للبرلمان الأوروبي …خامساً، حرص الجهات الإعلامية المتورطة في عملية التوتير على التهدئة. إذ عمدت إلى محو الأشرطة الفتنوية عن مواقعها الإلكترونية وحذفتها من إعادة برمجتها …كل ذلك يدل على شيء من العقل والعقلنة … وهوما استشعره على ما يبدو وليد جنبلاط… فاعتبر في كلام له أمس أن الاعتذار من السعودية قد حصل. وذهب اليوم إلى الثناء على الديمقراطية الإيرانية، بعد أسابيع قليلة على مواقف له مغايرة …هل يعني ذلك أنهم باتوا جاهزين للنزول عن أهوائهم على السلم الذي يمده لهم أبو تيمور؟ الأكيد أن الجواب النهائي لن يكون إلا بعد جلسة 2 آذار… فالأربعاء لناظره قريب …