كلام ليل عين التينة، ثبته نهار السرايا… فاكد سعد الحريري، بكلمة، استمرار الحوار مع حزب الله بعد مطولات التصعيد والتهويل، ليحسم بذلك الجدل قبل اطلالة السيد حسن نصرالله المرتقبة بعد اقل من ساعة من الآن… قد يوحي هذا المسار بجبهة تتجه نحو التهدئة، الا ان الجبهات الاخرى تبدو في طور المراوحة… فالرئاسة تلاقي غداً موعداً سادساً بعد الثلاثين، بسيناريو مكرر… مع فارق معجل، اضفته عودة الحريري ومشاركتُه غداً في اول الجلسات بعد العودة. الا ان رهان الحريري يبقى على حشدٍ، سيظل دون حد النصاب، رغم مناشدته للنائب سليمان فرنجية بملاقاته الى المجلس، فهو نازل “كرمالو”… غداً اذاً، لا جديد… اما بعده، فوعد من التغيير والإصلاح بالردّ، رافضاً السكوت او المساومات على الحقوق والدستور والميثاق… واذا كانت سيناريوهات السياسة تدور في دوامتها، سيناريوهات الامن تبدو الاخطر… بالطبع، لم ينسَ احد من اللبنانيين باخرة لطف الله 2… ومن حاول نسيانها يومها للتهرب من محاسبة من سَهَّل وصولها وتورط باسلحتها، سيجد نفسه اليوم امام ضرورة انعاش الذاكرة. فما تكشّف عن ضبط باخرة اسلحة جديدة، يشي بنوايا بعض الجهات بعسكرة السجال، ومحاولة خلط الاوراق امنياً، في لحظة بالغة الدقة على الصعيد اللبناني، والسوري، والاقليمي عموماً… فهل يدخل لبنان هذه المرة في محظورٍ يُعَدُّ له بعدما لَطَفَ اللهُ في المرات السابقة؟