بعد العراق والجزائر ونهاد المشنوق خرجت تونس اليوم على الاجماع العربي او هكذا يمكن الاستنتاج وفق منطق فريق لبناني معروف دأب على مهاجمة وزير الخارجية اللبنانية منذ موقفه المماثل من حيث المضمون في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة قبل نحو شهرين فالخارجية التونسية اكدت في بيان واضح وصريح اليوم ان وصف وزراء الداخلية العرب لحزب الله اللبناني بالارهابي في اجتماعهم الاخير ليس قرارا ملزما، معتبرا ان انخراط تونس في التوجه العربي الجماعي لا يحجب الدور المهم الذي أداه حزب الله في تحرير جزء من الاراضي اللبنانية المحتلة مواقفه الداعمة لنصرة القضية الفلسطينية.
لبنانيا، رد الفعل معروف ترحيب واشادة على ضفة وتنديد او تاويل على ضفة اخرى اما عربيا فيطرح اكثر من سؤال هل تتفهم دول الخليج وفي طليعتها السعودية الموقف التونسي؟ وفي حال الايجاب لماذا لا ينطبق التفهم نفسه على لبنان المطالب باعتذار عن ذنب لم يقترفه وزير خارجيته باقرار من رئيس الحكومة والحكومة التي اجتمعت امس وطلبت من جبران باسيل تكرار مواقفه نفسها في اي اجتماع اقليمي او دولي مقبل بالتنسيق كما دائما مع تمام سلام.
وفي السياق عينه ماذا تنفع بعد اليوم المطالبة باحترام اجماع عربي تبين انه غير قائم ولا سميا حول اعتبار حزب الله ومن يمثل لبنانيا بالارهابي ولماذا الاستمرار باضاعة وقت اللبنانيين بشعارات وهمية على عكس الصفقات التي تكشف بين حين واخر في غفلة نكاية سياسية من هنا او تمريكة من هناك تماما كما حصل اليوم في قضية القاعدة البحرية التي اثارها النائب وليد جنبلاط في تغريدة فمن باب الاعتراض على تعيين العميد كميل ضاهر مديرا لمخابرات الجيش تستعيد القاعدة البحرية في بيروت الاهتمام السياسي اما الحل الوحيد فيملكه قائد الجيش وحده عبر مصادرة القاعدة وفق قانون المصادرات الصادر لصالح وزارة الدفاع.