أحد عشر عاماً فقط تفصلنا عن ذاك النهار … كأنها أحد عشر كوكباً … يومها نزل كل لبنان، في غضون أسبوع واحد ومحطتين وساحتين، سعياً من أجل سيادة ودولة … اليوم، يُذل كل لبنان، في غضون شهور وفي كل المكبات والساحات، من أجل “سرقة زبالة وديوك مزبلة” … يومها، كان اللبنانيون، في الساحتين، يسألون عن كم مليون مناضل سيشارك في انتفاضتهم … اليوم، يسأل السياسيون التافهون، كم مليون طن زبالة سيطمرون، وكم فلس من جعالة الوسخ سيتقاضون … يومها كان زمن الحلم … اليوم يريدونه زمناً للزِلم …يومها كانت الأحداث مفتوحة على ثورة الأرز والتحرير والتغيير … اليوم، صارت جلساتهم ممسوخة لجورة الفرز والتسبيخ والتدوير … يومها اكتشف اللبنانيون ما أروع التاريخ المكتوب بحبر الثورة … اليوم يفرضون على شعبنا أن يقتنع بأن الثورة مجرد مؤنث للثور … من دون حقنا في أن نصرخ حتى، بأن الثلم الأعوج من الثور الكبير … يومها كانت وصاية، لأن بعض أهل السلطة توهم بأنه قادر على حكم كل البلد ،عبر استقوائه بالسوري … اليوم، صارت السيادة مهددة، لأن البعض لا يزال يتوهم بأنه قادر على إقصاء الشركاء، واستتباع البدلاء، بمجرد التهويل باستعداء بعض الأشقاء على غالبية اللبنانيين … أحد عشر عاماً، والهدف واحد: أن نيأس … أن نسأم … أن نكفر … أن نقبل بمعادلتهم القائلة: إما أن يحكمكم زبانيتنا … وإما أن تطمركم زبالتنا … في 14 آذار، وفي كل يوم من كل فصل من كل عام… نقول لهم لا… وسنظل نصرخ: حرية سيادة استقلال، في وجه كل نفاياتهم وصفقاتهم …