بعد سنة كاملة على التدخل العسكري السعودي في اليمن، أُعلنت اليوم خارطة طريق لمفاوضات تسوية سياسية يمنية…اللافت فيها أنها جاءت مخالفة في المكان والزمان والمضمون، لما كانت الرياض قد اشترطته عند إطلاق عاصفة حزمها في 25 آذار الماضي … وبعد خمسة أعوام على الحرب السورية، بدأت معالم تسوية أخرى تلوح في دمشق. مع اتفاق أميركي روسي، تقبل به إيران وتركيا، وستتكيف معه حتماً كل الأطراف الأخرى التي تورطت في الحرب السورية … يبقى لبنان وحده عالقاً بين اللاحرب واللاحل. حتى زيارة بان كي مون إليه اليوم وغداً، هي من أجل إبقاء الأمور على ما هي… كل المطلوب دولياً من سلطات بيروت، بحسب معلومات رسمية مؤكدة، هو التالي: أولاً، استيعاب النازحين السوريين، المليون ونصف المقيمين على الأراضي اللبنانية، بحيث لا ينتقلون إلى أوروبا. حتى لا يفاقموا أزمة النزوح صوب الغرب، المتفجرة هناك أزمات إنسانية واقتصادية وسياسية وأمنية … ثانياً، الحرص على عدم عودة هؤلاء إلى سوريا، قبل إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة بحسب مشروع التسوية السورية… لأن شرطاً من شروط موافقة بعض القوى على هذا المشروع، هو أن يكون نحو خمسة ملايين ناخب سوري خارج سوريا لحظة الاقتراع، بما يسمح بالتحكم أكثر في أصواتهم … ثالثاً، التعويض على لبنان بما أمكن من فتات المنح والهبات المالية، بحيث يقبل بهذا الوضع ويسكت عنه. مع قبول دولي بأن يذهب بعض أموال تلك المساعدات، هدراً ورشى وانتفاعاً، بين من يعلم ومن لا يتعلم … ورابعاً وأخيراً، أن يتم تعيين رئيس جديد للجمهورية يكون موافقاً على ما سبق راضخاً لمندرجاته كافة… وإلا فترك الأمور على ما هي، والاتكال على همة حكومة المصلحة الوطنية لتحقيق كل المصالح الأجنبية … هذه هي حقيقة الحسابات الجارية في بيروت … لكن ماذا عن الحسابات المناقضة تماماً في تدمر؟