ماذا هناك أكثر من الفراغ؟ الخواء؟ أو العدم؟ هكذا يمكن وصف الوضع الحالي والمقبل في لبنان … ذلك أن كل الاستحقاقات والحسابات والرهانات على عنصر ما، أو حدث ما، أو تطور ما قادر على تغيير الجمود وتحقيق خرق في الجدار القائم … فشلت. في سوريا، رغم كل شيء، الأمور متروكة لآجال طويلة. إن ميدانياً أو تفاوضياً … في المنطقة، تقارب إيران والسعودية متروك لما بعد اليمن وما بعد ما بعده …الغرب بين اقتصاده وأمنه … آخر همومه رئاستنا وسيادتنا…. كل ما يريده منا خدمة بسيطة، ألا وهي استيعاب مليوني نازح عندنا. حتى لا يزعجوا حدوده أولاً. وحتى يتمكنوا ثانياً وبعد عمر طويل، من الاقتراع ضد بشار الأسد من جوار عرسال ومحيط دويلة داعشها … أما في الدخل فكل الملفات للإلهاء: قانون الانتخابات متروك ربما لقرن آخر … فضيحة النفايات تؤكدها موسكو بالوثائق، وتتعامى بيروت عن كل ما فيها من حقائق … فضيحة الإنترنت ذاهبة إلى النوم هنئياً … بعدما تبين أن أبطالها أكبر من بطولات البعض الوهمية. ففيها نافذون وقادرون وبلطجيي ومنجمون … ماذا يبقى عندنا للكلام في ما تبقى من آخر الإعلام؟ تبقى الانتخابات البلديات، قبل أن تدفنها بلادة السلطة… ويبقى بعض الحوادث الفردية … مثل رجل قتل طليقته، خبرٌ يصلح لعنوان بلد هجرته الدولة منذ زمن، وبات على شفير الطلاق مع مفهوم الوطن …إنها قصة زهراء، أو هي نهاية كل زهرة في هذه الصحراء!