إنها قمة الوقاحة … هكذا وصف أكثر من وزير مضمون ما حصل في جلسة مجلس الوزراء اليوم. في الوقائع معلوم أن هناك في البلد أكثر من جهاز أمني. وفي الوقائع أيضاً، وضع تمام سلام، أو كاتبه البوجي، موازنات كل الأجهزة ضمن البند 40 من جدول الجلسة. ورمى جهاز أمن الدولة ضمن البند 65، تحت عنوان البحث في أوضاعه … هكذا، بكل وقاحة، كان المطلوب من الوزراء أن يوقعوا على مخصصات سرية على العمياني لبعض الأجهزة. ثم أن يبصموا على قتل جهاز آخر فيه بشر ومواطنون وأبناء دولة أيضاً… لماذا؟ لأن تركيبة تمام سلام أرادت ذلك. ولأن وزير المالية وافقه. ولأن نهاد المشنوق وعبد المطلب حناوي كانا جاهزين لمساندته … أكثر من سنة والجهاز عرضة للحصار والخنق حتى الموت. وتمام سلام يدعي أنه لا يعرف. حين ووجه بالوثائق صارت حجته أن لا شيء مستعجلاً … إلى أن انفجرت قلوبهم المليانة. وأطلقوا كلامهم الصريح. ما اضطر سجعان قزي إلى خبط الطاولة بيده سائلاً الحناوي: هل تتكلم باسم كتلة الرئيس سليمان أم بصفة أخرى؟؟ حتى بق المشنوق بحصته، زاعماً ومتهماً أن البعض يعتبر طائفة الجهاز أهم من الدولة كلها …عندها صار كل الكلام مباحاً. سئل سلام والمشنوق ومن معهما عمن تحدث عن المجلس الملي.فسكتوا. وسئلوا عمن أفصح عن نيته حل الجهاز لا إيجاد حل له، فسكتوا … وسئلوا عن مكبوتاتهم ومكنوناتهم … حتى فقدوا صوابهم وأعصابهم … فرفعوا الجلسة، مهددين كما كل مرة، بعدم الدعوة إلى جلسة أخرى …تبقى ملاحظتان، لم تتسع لهما رحابة صدر السرايا اليوم:الأولى بصيغة سؤال للوزير نهاد المشنوق: إذا طالب وزير لبناني، بتطبيق القوانين اللبنانية، وبوقف انتهاك الأصول والنصوص والقانون والدستور في لبنان … يصير طائفياً؟؟ وفي المقابل، حين ترافق أنت ولي ولي حكومتك إلى موسكو، للمطالبة بحقوق السنّة في سوريا، تكونون ماذا؟؟ علمانيين أم أمميين؟أما الملاحظة الثانية، ففي صيغة استذكار لما قاله السيد حسن نصرالله قبل مدة: إذا أردتم العودة أهلاً وسهلاً. وإذا لا … الله معكن!