يقال أن غلطة الشاطر بألف … فكيف إذا كان مرتكب الغلطة من أصحاب السوابق المتسلسلة في الأغلاط والأخطاء، ومن الذين لم يُعرف عنهم يوماً أن الشطارة أبرزسمات شخصيتهم؟! هذه هي حال رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري منذ عودته المظفرة إلى وطنه الأول لبنان … ففي 14 شباط الماضي، كانت الأوضاع اللبنانية والإقليمية لا تزال مفتوحة على بعض الأمل وبعض فسحات التلاقي … جاء الرجل، فبدأ باستفزاز حليفه الأول سمير جعجع. ثم انتقل إلى استعداء طائفة لبنانية كاملة عبر محاولته الاستقواء بخارج لبنان لضرب حزب الله… قبل أن يهدد ويهول ويهبّط الحيطان، بأنه سينجز انتخاب رئيس للجمهورية، قبل نهاية نيسان، كما يتمنى ويملي ويحلم ويتوهم … ها قد جاء نيسان ورحل. وصار موعد الوهم المقبل في 10 أيار … لكن ماذا حصل خلال أشهر التعنت الحريري هذه؟ جردة أولية تظهر التالي: طارت خبرية التسليح السعودي للجيش. سقطت قاعدته البحرية في يد الشركة الحريرية. انفجر الإنترنت وزُورت النفايات. والأهم اندلعت حرب لا أفق لها بين الرياض وطهران، وبينهما بيروت … ما يعني أن كل شيء عندنا صار معلقاً مؤجلاً حتى إشعارٍ، قد لا يلحقه لاحق ولا شاعر … أي عبرة من كل ذلك؟ لو أن الحريري جاء إلى بيروت بنية الحوار، كما كانت ولا تزال أبوابه مفتوحة أمامه، لأنقذ ربما شخصه وناسه والبلد … الآن عليه أن ينتظر، لا مواعيد أيار، بل ما بعد مواعيد الانهيار الشامل في المنطقة … بعدها، من يعش يخبر وينتخب… إذا كانت غلطة الشاطر بألف، فبكم غلطة الحريري؟! معادلة، عل مجلس الوزراء يتعلم منها، في موضوع أمن الدولة وسواه … قبل أن يصير مجلس تفليسة في مكان لا أمن فيه ولا دولة .