غداً جولةُ حوارية بهدفٍ تشريعي دونَه عقباتٌ حتى اللحظة… اما اليوم، ففصلٌ جديد من فصول “برج بابل” عاشه اللبنانيون على وقع “عصفورية” الاتهامات بالهدر والفساد والسمسرات والتلاعب… ولا مَن يتحركون او يوقِفون او يستقيلون. فإذا بهم يختلفون على حصصٍ او محاسيب، فيَخرُجون لنشرِ غسيل الفضائح على صَنوبرات مواقع التواصل الاجتماعي، فيما المواطن يسأل: مَن يحاسب مَن؟ ومَن يعاقب مَن؟ ومَن يتّهم مَن؟ ولماذا؟ ومن اجل مَن وماذا؟… فجأةً لم يَعُد قالَب الانترنت يُشبع متقاسميه … فاستيقظ اللبنانيون على فضيحة “غير الشرعي”، بعدما ارتفع صراخُ الضالعين بها. فيما يأمل الرأيُ العام بأنٍ لا يكونَ منشغلاً بتمثيليةٍ تنتهي بكِبشِ محرقةٍ او بملفٍ فارغ، لا سيما أنّ تحذيراتِ وبرقياتِ وكُتبَ وإحالات وزراء الاتصالات المتعاقبين منذ العام 2008، لم تَجِدْ آذاناً صاغية، لا بل وَجدت مَن يصُمُّ آذانَه عنها، حتى لا ينكشفَ اهلُ بيت الفساد ومَن يحميهم ومَن يتقاسم المغانم معهم… أتُراها صحوةُ ضميرٍ؟ ام مغمغةٌ للمهمّ بالأقل أهميةً؟ لننتظرْ ونرى، على امل ان لا يكون الانتظار “على الفاضي”، على غرار معاناة اللبنانيين اليوم على طول الطريق الساحلي بين المتن وكسروان والذي تحوَّل الى مرآب… لأنّ هناك مَن أراد صيانةَ جسرٍ، في ذُروة ساعات الزَحمة، بلا رحمةٍ للبلاد والعباد.