أي شيء مقبول … إلا الحق والعدل … هكذا يمكن وصف مأساة لبنان في تصرفات البعض من سياسييه، كما جسدتها أزمة رئاسة الجمهورية … آخر عوارض المرض ظهرت اليوم. علماً أنها بدأت قبل سنتين بالتمام … ففي 23 نيسان 2014، ذهب هؤلاء في شكل تحايلي، إلى ترشيح سمير جعجع. لم يكونوا يريدونه رئيساً. ولا حتى مرشحاً. انتزع ترشيحه منهم بالقوة. فذهبوا بعدها بأيام إلى بكركي ليقولوا صراحة: لا نؤيده… كانت مناورتهم مكشوفة. لكنها أدت غرضهم منها. في أن تخلصوا من حليف صادق لهم، من دون جهد ولا عناء… بعدها ظلوا يناورون سنة ونصفاً. حتى حطوا في محطة مناورتهم التالية: ترشيح سليمان فرنجيه… علماً أن الانتقال من جعجع إلى فرنجيه، رغم تجاور بشري وزغرتا، يشبه الانتقال من الأقصى إلى الأقصى… فجسدوا دور رقاص ساعة الحائط، وكأن تحالفاتهم وخصوماتهم مجرد حائط آخر … وهنا أيضاً كانت مناورتهم مكشوفة كذلك … ألا وهي إحراج علاقة أبوة بين الرابية وبنشعي، وإحراق جماعة وطنية كاملة … وفشلوا مرة ثانية … اليوم بدأوا مسرحية المناورة الثالثة: رئيس. لسنتين، أو لسنة، أو كل يوم بيومه… كما يديرون إفلاساتهم المتراكمة في الوطنين وخارجهما … يريدون إذن رئيساً مياوماً… بينما الوطن يحتاج رئيساً مقاوماً. يريدون رئيساً يساوم. فيما الدولة تقتضي رئيساً يقاوم العدو والإرهاب والفساد… وينتصر… رداً على كل المناورات، نقول باسم ميشال عون: لم نسمع بها ولن. ولم نخضع لها ولن. نحن نريد رئيساً لجمهورية. رئيساً كاملاً لجمهورية كاملة… خذوا وقتكم. لكن ممنوع أن تسرقوا ساعة الحقيقة ولا تاريخ النضال، ولا زمن الوطن، ولا عهد الرئاسة … صحيح أن في لبنان دواجن مريضة. وأن فيه من تدجن. لكن غالبيته لم تفعل ولن …