صحيح أن كل يوم في لبنان يحمل فضيحة جديدة. وصحيح أيضاً أن أخبار الفضائح باتت عندنا مثل نشرة الطقس: قصيرة، مثيرة، مسلية … وتمضي سريعة في انتظار نشرة بكرا … لكن فضيحة اليوم أكبر من كل الفضائح. خصوصاً أن مرتكبيها هم كل لبنان، وكل اللبنانيين … اليوم أعلنت لوائح المرشحين للانتخابات البلدية والاختيارية، للمرحلة الأولى في بيروت والبقاع، والمقررة في 8 أيار 2016. نعم سنة 2016. أي في القرن الواحد والعشرين بالذات. وفي هذا القرن تحديداً، وفي لبنان العظيم المعظم، ظهرت الفضيحة التالية: 6043 مرشحاً هو مجموع كل المرشحين لهذه المرحلة… لكن كم عدد المرشحات بينهم؟ كم عدد السيدات والفتيات والإناث … وكل المسميات المفترضات نصفنا الأجمل؟ عددهن 212 فقط لاغير… أي على مستوى المحافظتين، نسبة المرشحات هو 3.5 بالمئة فقط لاغير. نسبة فضيحة… نسبة مهينة. تتراوح في كارثيتها ضمن هوامش ضئيلة، بين ساحل وجرد. بين عاصمة وأطراف… أقصاها في بيروت، حيث نسبة المرشحات 9.5 بالمئة. وأدناها في بعلبك، حيث نسبتهن 2.4 بالمئة … في كل الأحوال إنها الفضيحة الكبرى. إنها صورتنا الحقيقية ومرآتنا الأكثر دقة… إنه واقعنا كما هو، في أننا مجتمع ذكوري بطريركي صلف جلف … يكاد يخلو من أي لمسة جمال أو حنان أو رقة أو حنو … هذا هو لبنان. كل الباقي ماكياج. كل الباقي أقنعة وأغلفة وتسويق وتضليل … وعلى سيرة التسويق، إليكم مشروع آخر تسوقه سلطتنا: مشروع لنقل عام حضاري حديث متطور نظيف ودقيق. من جونيه إلى الدامور، مع 250 باصاً متطوراً وأكثر من 900 محطة، ومواعيد لا تشذ ثانية… هل تصدقون؟ كل التفاصيل في النشرة .