مرت بسلام … يمكن قولها مع تنهيدة عميقة … انتخابات بلديات بيروت والبقاع مرت بسلام … خصوصاً أن ثلاث عبوات كانت مزروعة في طريقها: عبوة أولى دائمة على كوع الأوضاع الأمنية … بين المناطق الحدودية والبلدات المتاخمة لمراكز الإرهاب والإرهابيين … هناك، مرت الانتخابات بسلام… وأثبت البقاعيون، من عرسال إلى القاع، ومن الهرمل إلى البقاع الغربي، أنهم متمسكون بالدولة، حتى عندما تغيب عنهم وعن الوطن … العبوة الثانية كانت في بيروت… وكان يراد لها، بين العجز والاستقالة والغياب والإحباط، أن تسقط المناصفة الميثاقية في العاصمة… وأن تظهر شركاء الوطن عاجزين عن التعاون حتى في بلدية… فكيف لهم أن يتشاركوا في بلد؟! عبوة فككها البيروتيون، أو من تبقى منهم أمس، بحذر وتباطؤ وخطى ثقيلة … تبقى العبوة الثالثة… وهي كانت مزروعة في قلب زحلة، وبين قلبها وبين أحيائها المترامية … عبوة خُطط لها كي تنتهي الانتخابات البلدية في عروةس البقاع، بنتيجة مفادها أن الصوت المسلم، هو من سيختار زعامة عاصمة الكثلكة… فتكون الفتنة ويقع المحذور … عبوة أخرى فككها الزحلاويون، بالتفافهم حول التوافق المسيحي، وباستعادتهم لمدينتهم، وبضمها إلى قلب كل لبنان ورحاب كل الوطن … انتهت انتخابات زحلة وبيروت … لكن معركة المدينتين بدأت اليوم. معركتهما مع الفساد، ومع التقصير، ومع الإهمال … في زحلة التحدي هو أن تكون البلدية لكل الناس… وفي بيروت التحدي أكبر في ألا تكون العاصمة مُلكاً لسوليدير… وألا يستمر نهج النفايات والتنفيعات والسرقات…. هنا العين على جمال عيتاني، لأن الاتهامات التي سيقت ضده ثقيلة، والشبهات التي أحاطه خصومه بها كبيرة … المعركة بدأت اليوم، وعلى كتفها أكثر من حمّال مراقب ومطالب ومحاسب … أولهم ميشال عون … فماذا يقول الرجل المنتصر في المدينتين، عن معركتيهما أمس وغداً، في حديث خاص ضمن نشرة الـ OTV.