لولا ورود تعبيرٍ عن حل الازمة الرئاسية في رسالة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لرئيس المجلس النيابي نبيه بري اليوم، وتذكير التغيير والاصلاح بها من زاوية الشراكة، لغابت الرئاسة تماماً! حتى ان جلسة انتخاب الرئيس، تحولت بلديةً بامتياز في ضوء معارك بيروت والبقاع… ولولا تغريد وليد جنبلاط عن ان عبدالمنعم تلفون، كما سماه، هرب او هُرِّب اثناء الديمقراطية الجميلة والفرحة، لكان ملف الانترنت غاب ايضاً اليوم، على رغم ما يُحَضَّرُ مع اساليب ضغط وتهويل في هذا الملف، اولها عبر اضراب موظفي اوجيرو لساعات غداً… كل الملفات تبدو للبنانيين ثانوية امام انتخاباتهم… ربما لأن اجواء المعارك والتنافس جذابةٌ بطبيعتها، وربما لأنهم اشتاقوا الى حق التعبير الذي حرمهم التمديد المتكرر منه، فتمسكوا باول خيطِ ديمقراطيةٍ، ليتعلقوا به… على اي حال، تبقى للاستحقاق البلدي، على رغم اعتباراته المناطقية والعائلية، دلالاتٌ واسعة في السياسة، تعكسها نسب الاقتراع، وتكشفها تفاصيل الاقلام، وتفضحها الارقام المفروزة في الصناديق… دلالات لا يُستهان بها، قد تستوجب من الجميع مراجعةً دقيقة، لا كمارجعة فؤاد السنيورة الذي هرب اليوم ليسلطن على اغاني عبد الوهاب… ففي ارقام زحلة وبيروت اكثر من رسالة مشفرة، عكستها بالارقام اصواتُ المقترعين.