لا شك أن البعض بات يفهم ويتفهم سعي بعض السياسيين الدائم، إلى تأجيل الانتخابات البلدية، أو حتى تطييرها … فمخاض الاستحقاق البلدي لم يترك بيتاً من دون تنافس. ولم يترك قرية من دون تسابق … والأهم أنه لم يترك فريقاً من دون توتر وتشنج وعتب … فبين الحريري وحلفائه المسيحيين، خلفت بلدية بيروت جراحاً ملحوظة وكلاماً من فوق السطوح… جاءت لتضاف إلى سلسلة تراكمات سابقة … وبين حزب الله وحلفائه، تكفلت بلدية زحلة بشيء من ذلك. فلم يخل الأمر من كلام مصارحة ومكاشفة … وهو ما تصدى له السيد حسن نصرالله شخصياً، لتوضيح بعض ما عبر عنه قريبون من العماد عون، حول مواقف الطرفين وخلفيات كل منهما … لكن رغم كل ذلك، تبقى ملاحظتان واجبتين: أولاً، أن ما قيل وسيقال لاحقاً، هو جزء طبيعي وضروري من هذا النظام الذي لا بديل عنه، والذي نسميه ديمقراطية … فالديمقراطية تعني الخلاف والاختلاف، وقد تعني أكثر… أما غيابها فيعني السبات والموات … ويؤدي حكماً إلى الأسوأ والأخطر … ولذلك، سنظل نختار ديمقراطيتنا… بسجالاتها وصراعاتها وديناميتها وحياتها … لأن غياب الديمقراطية موت لنا ولكل لبنان … أما الملاحظة الثانية، فهي أن البعض يرفض أن يتعلم من تجارب الديمقراطية… ومن تجاربه فيها … “المستقبل” مثلاً، لم يتعلم من موقعتي بيروت وجونيه قبل أيام. فأعلن اليوم حربه ضد العماد ميشال عون في جونيه، فيما هو لم يسدد بعد، ديونه المستحقة عليه من الأحد الماضي، بفعل وعوده المالية للبيارتة … وهو ما يبدو أنه انفجر علناً اليوم، أمام أحد مراكز المستقبل في بيروت … وهو ما تتابعونه ضمن النشرة.