Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “OTV” المسائية ليوم الجمعة في 13/5/2016

اليوم، على حمّى البلديات أن تسكن … لأن أحد الذين حموا البلد، أكمل اليوم خياره، فصار ساكن الأبد … اليوم، يمكن لأصوات المقترعين أن تنتظر، وأن تخفت … لأن الصوت اليوم للمقاومين … صوتُ شهادة لا يعلو عليها صوت، ولا يلمس طرفَها موت … مصطفى بدر الدين، المقاوم الذي واجه الاحتلال الصهيوني، ودحره عن أرضنا… والقائد الذي جابه الإرهاب التكفيري، ورده عن حدودنا وعن قرانا وأهلنا … الرجل الذي لم يأمل لحظة بوسام… ولم يفكر برتبة، ولا انتظر تكريماً… الرجل الذي نذر حياته للمقاومة، تسلق اليوم سلم الشهادة، حتى درجته العليا … مصطفى بدر الدين، شهيد آخر، يسقط قريباً منا، كي لا يسقطَ قريبٌ لنا… وكي لا نسقط نحن… وكي لا يسقط الوطن … مصطفى بدر الدين، صار فوق الكلام. صار أعلى من الأقواس والحكام والأحكام … صارت شهادته أمنع من أي تطاول، وأحصن من أي تجن وأقدس من أي تدنيس … لكن استشهاده بالذات، يترك في قلوبنا غصة … هي غصة أن نكتشف كم أن بعضنا صار أسير الحقد الأعمى، حتى التطاول على شهيد… وكم أن البعض فقد الحد الأدنى من الإنسانية، حتى الذم الفاجر إزاء الدم  الطاهر… وكم أن البعض يرفض أن نتوحد، حتى حول الشهادة … ربما كي لا نتحد من أجل الحياة … مع استشهاد بدر الدين، صوتنا الوحيد اليوم، أنْ كلُ الخلود للشهداء، وكل النصر للبنان، وكل الرحمة، لمن فقدوها في الموت … وفي الحياة … البداية، مع الشهيد مصطفى بدر الدين.