بين جولات سيغريد كاغ المكوكية، من طهران وموسكو إلى الرياض وبروكسل، وبين حركة هولاند من باريس إلى بيروت … بين رسالة بكركي عن رئاسة السنتين المسلمة إلى الرئيس الفرنسي، وبين دعوة الأخير إلى سعد الحريري، ليقول له إذهب واجتمع مع ميشال عون … بين الكلام الفرنسي عن بدء التحضير لدوحة لبناني، وبين مبادرة نبيه بري إلى تحضير الأرضية اللازمة لذلك، عبر توافق على قانون انتخاب وخارطة طريق لما بعده … بين كل هذه المؤشرات، يبدو واضحاً أن مشروع طبخة رئاسية قد انطلقت… بمعزل عن جدولها الزمني، ومن دون البحث في محطاتها الإلزامية، ومن دون الجزم بما إذا كان سيقدر هذه الطبخة أن تنضج أو تحترق كما بعض سابقاتها …يظل الهاجس اللبناني واحداً وحيداً … أي رئيس نريد؟ وأي رئيس يريد الآخرون؟ الجواب على تلك الثنائية لم يعد ملتبساً ولا غامضاً ولا يحتمل أي اجتهاد… اللبنانيون يريدون رئيساً لدولة سيدة حرة مستقلة ديمقراطية اسمها لبنان … الآخرون يريدون رئيساً قابلاً للتكيف مع مخطط بان كي مون … أي مخطط هذا؟ إنه المخطط الذي نفاه تمام سلام في آذار الماضي … المخطط الذي خرجت جوقة كاملة من أهل السلطة تنظّر للتعمية عليه، بالقول أن التوطين فزاعة، وأن التجنيس خرافة، وأن بقاء النازحين في أرضنا هلوسة … المخطط نفسه صار واقعاً الآن… كتبه بان كي مون أبيض على أسود. وحدد موعداً لحسمه والقرار في شأنه، في أيلول المقبل… وأول عناوين المخطط، جنسوا النازحين وحلوا عنا … هذا هو المخطط… فأي رئيس يقدر على مواجهته؟ الجواب في الرد على تقرير بان كي مون.