هل ارتاحت نفس محمد حمية اليوم، حين القى اقاربه جثة ابن شقيق ابو طاقية على قبره، وسمع والده عبر شاشة otv يعلن انه هو من اطلق النار، آخذاً بالثأر؟ بالمنطق العلمي، هي جريمة… بالمنطق اللبناني، غابت الدولة، فبات الثأر مشروعاً! بالمنطق المبدئي، القتل مدان… بالمنطق اللبناني، اهملت الدولة ابناءها، فباتت العين بالعين… والبادي اظلم! البعض سيرى في معروف حمية مجرماً امتدت يده الى السلاح لقتل شاب في مقتبل العمر… والبعض الآخر، سيصر على ان معروف حمية بطل، هدر الاجرامُ دم ابنه يوم غابت الدولة عن السمع، ففار دم الوالد المفجوم الذي وعد يوماً بالثأر، ووفى اليوم! لكل وجهة نظر… لكن ماذا بعد؟ دعونا نتخيل قوة من الامنيين والعسكريين تدهم المنطقة لتلقي القبض على حمية الذي اطل بالفم الملآن عبر OTV ليلعن انه هو من قتل حسين الحجيري… ستعثر عليه، ويتقدم منه احدهم، زميل ما لابنه الجندي الشهيد، ويقول: يا حاج، جاي وقفك… سينظر حينها الى عيني الوالد، ويقرأ فيهما الف سؤال سؤال: اين كنت حين رفضت سلطتكم السياسية دهم اوكار ارهاب في عرسال، ماذا فعلتم جميعكم لتحرير العسكريين المخطوفين، وماذا تفعل محاكمكم بالمجرمين الارهابيين الملقى القبض عليهم… الف سؤال سيطرح… كلها، بلا جواب… وكلنا يعرف الجواب، وكلنا نخفيه بتنهيدة اسى ونقول… هيدا لبنان! بالطبع ليس حسين الحجيري المجرم الواجب ان يعاقب بالقتل… وبالطبع ليس معروف حمية القاضي والحاكم الواجب عليه ان ينفذ الحكم… لكن، متى غابت الدولة وغاب قرارها، بات الجميع ضحية، وسقط العدل، فسطقت الدولة…