رغم حماوة التنافس البلدي عشية مرحلته الأخيرة … انشغلت بيروت في اليومين الماضيين بزائرين وملفين: الأول ملاحقة واشنطن لتمويل حزب الله، والثاني اهتمامها باستخراج الغاز اللبناني … وفي الموضوعين عُقدت عشرات الاجتماعات … وكتبت آلاف الكلمات … ولما ينته الحديث بعد … فيما كل البلد قلق حيال المسألتين: كيف نحمي استقرارنا المصرفي والمالي والاقتصادي، وكيف نحمي معه المقاومة، من حرب أميركا عليها؟ وكيف نحصن هذا الاستقرار باستثمار ثرواتنا النفطية؟ طبعاً لم يخرج أي مسؤول لبناني بجواب شاف … وحدَه رئيس حكومة المصلحة الوطنية… لمن لا يزال يذكر اسم هذه الحكومة البائسة، التي كان مقدراً لها أن تحيا شهرين ونصف شهر فقط لا غير … وحدَه تمام سلام، لاقى الزائرين الأميركيين بكلام تبريري عن فشل حكومته وعن فشل البلد … لكن ما لم يقله سلام، أن مسؤولية الملفين تقع على عاتقه هو شخصياً… لا على أي إنسان سواه … فملف النفط، تمام سلام هو من بادر عن عمد وقصد، منذ نيسان 2014، أي قبل سنتين ونيف، إلى تجميده وعرقلة إصدار آخر توقيعين شكليين على آخر ورقتين تحولان دون استثمارنا لثروتنا … ومنذ ذلك الحين ينام الملف في جارور البيك، من دون سؤال ولا جواب… وفي ملف واشنطن والمصارف وحزب الله، وحدَه تمام سلام قادر على المعالجة وعلى حماية المقاومة والاستقرار معاً. عبر تطبيقه لمضمون المادة 102 من القانون الأميركي، التي تعطي تمام سلام صلاحيات لوقف مفاعيل القانون المذكور … وحتى اللحظة لا يزال رئيس حكومة المصلحة الوطنية صامتاً متنصلاً… كانت لا تزال لدينا مصلحة وطنية في نقطة ماء … فجاء وزيره المشنوق ليقطعها عن الناس، في جبيل وكسروان وبيروت… فقبل أن نغوص في آخر معارك الشمال، فلنبدأ بحرب سلام – المشنوق، على مياه الناس في سد جنة، ضمن النشرة.