ثمة مثل عالمي يقول أن للنصر دوماً ألفَ أب، فيما الفشل يتيم … أما في لغتنا اللبنانية فيقابله مثل أجمل يقول: القلة بتولد النقار … هذا هو التفسير العلمي الوحيد لما يجري عندنا منذ نهاية الانتخابات البلدية: انتصارات ضيعوية صغيرة، يتناتشها ألفُ والد غير شرعي … وفشل كبير يتنصل منه كل السياسيين اللاشرعيين … حتى أن القلة بدأت تولد النقار داخل كل فريق… لا بل بدأت تتوالد قلة أكبر ونقاراً أخطر، داخل كل جناح من كل معسكر… الجميع مشغول برفع مسؤولية الفشل والخسارة عنه، ومحاولة رميها على الآخر. أي آخر كان: أشرف ريفي يرمي مسؤولية أسلمة بلدية إمارته على خصومه … رغم أن أسقف المدينة كذّبه علناً … خصومه يرمون المسؤولية على مجهول، حتى الاستقالة … الأحزاب ترمي الفشل على الإقطاع … العلائلات تتهم الأحزاب بالإقطاع المقنّع … الحريري يتهم حلفاءه بالخيانة. حلفاؤه يتهمون حاشيته وجيش المبخرين له بالانفصام عن الواقع … الشيعة يتهمون الشيوعيين … اليسار يتهم الشموليين … الكل يتهم الكل، وصولاً أمس حتى اتهام ملك راحل وعاصمة بعيدة، بالمسؤولية عن كل ما اقترفه بلديون محليون، باتوا يخشون أن لا محل لهم ولا بلد … ما العمل؟ سنة 2005، بعد زوال نظام الوصاية، كان الخلاص ممكناً بكلمتين: كلنا أخطأنا. فتعالوا جميعاً نغفر ونستغفر … لكن البعض فضل المكابرة حتى الانتحار … اليوم، ثمة فرصة ثانية للخلاص، عنوانها: كلنا فشلنا … فتعالوا ننتصر على فشلنا جميعاً بإعادة كل حق إلى صاحبه … وكل الحقوق إلى أصحابها … هل هذا كثير؟ البديل عن هذا الحل هو بقاء البلد على كف عفريت، وفي حالة استنفار دائمة، خوفاً من موت مجهول مفاجئ … تماماً كما قيل أنه وضع اليونيفيل هذه الأيام. فمن يهدد قوات الأمم المتحدة في لبنان؟ الجواب ضمن النشرة.