ثمّة تواريخ لا يُدرك الانسانُ قيمتَها الا بعد زمن… من هذه التواريخ، يوم السابع من حَزيران، وتحديداُ، ذاك السابع من حَزيران منذ سبعِ سنوات، يومَ اقترع اللبنانيون من دونِ ان يعرفوا انّ هذا اليوم سيكونُ آخرَ فرصِهم الديمقراطية لانتخابِ ممثّليهم نيابياً… منذ ذلك التاريخ، والنصُ الدستوريُ القائل بأنّ الشعبَ مصدرُ السلطات “مغتصبٌ، منتهكٌ، مسلوب”… منذ ذلك التاريخ، تغيّر العالم كلُه، والمشهدُ العربي برُمّتهم… رحَل بن علي، قُتل القذافي، سقَط مبارك وبعدَه مرسي بانتفاضاتٍ شعبية، فيما شعب لبنان مسلوبُ الصوت… ظهرت داعش، تفشّت النّصرة، فتَك الارهاب بالمنطقة، فانسحبت دكتاتوريةُ التكفير دكتاتوريةً سياسية عندنا: الانتخابُ بات محرّماً، والتعبيرُ اضحى جُرماً، حتى بات شعارُ نوّابنا كشعار داعش: باقون ونمدّد!… اليوم، يتذّكر اللبنانيون 7 حزيران… كلُّ شيءٍ مِن حولهم تغيّر، وهم يتأمّلون ويتحسّرون… كيف لا، وهم بلا انتخابات ولا رئيس، يتابعون جارتَهم السوريّة، ورَغم وطأة خمس سنوات من الحرب، تحتفي بمجلس شعبِها الجديد، وتستمع الى خطابِ رئيسِها يتعهّد بمكافحة الارهاب حتى النصر!