فلنسلم أن حزب الله هو من يقف خلف عبوة فردان أمس… هكذا بكل بساطة، أو كما اتهم وحكم وأدان وأبرم بعض إعلام بيروت، فلنسلم أن حزب الله، وسط الاشتباك السياسي بينه وبين بعض السلطات المصرفية والمالية والحكومية، قرر توجيه رسالة عنفية غير مسبوقة في علنيتها وغباء توقيتها وتمويهها، في قلب بيروت… فقرر اتهام نفسه واستفزاز بيئة مذهبية معروفة، وكشف ذاته أمام جميع اللبنانيين، وفضح مخططاته أمام كل أعدائه، من وسط بيروت إلى أوساط مانهاتن وواشنطن وأخواتهما … فلنفترض أن هذا ما حصل… ألا يعني ذلك أن المسألة خطيرة جداً ومصيرية ووجودية؟ ثم، فلنفترض بالمقابل، أن جهة عدوة لحزب الله، هي من يقف خلف العبوة. أي أن عدواً للمقاومة وللبنان، يحاول إعادة سيناريو شباط 2005 تماماً: أجواء إعلامية وسياسية تحريضية، ثم عمل أمني مباغت. فيما الاتهامات، لا بل الأحكام جاهزة، فتتفلت الغرائز ونسقط مجدداً في دوامة الجنون … لنسلم أن هذه الفرضية ممكنة أيضاً، ألا يكون الوضع أخطر وأسوأ؟! وسط هاتين الفرضيتين، يجلس تمام سلام مكتوف اليدين. وقبل أن يهاجمنا غداً إعلامه، إسمعوا التالي: نعم يجلس تمام سلام مكتوف اليدين، وهو وحده القادر على إنقاذ البلد من هذا الكمين المفخخ. كيف؟ إليكم وإليه هذا المثل البسيط: في 15 نيسان خرجت لائحة العقوبات الأميركية وعليها اسم العلامة الراحل محمد حسين فضل الله. تذرع بعض المصارف بورود الاسم، وبادر إلى إقفال حسابات جمعية المبرات الخيرية. علماً أنه وفق القانون الأميركي نفسه، وتحديداً بموجب الفقرة 102 منه، يحق لتمام سلام أن يخاطب باراك أوباما، وأن يقول له أن السيد فضل الله متوف، وأن المبرات ليست إرهابية. فتنتهي المشكلة كلياً… لم يفعل تمام سلام ذلك. ولا يبدو أنه سيفعل. يجلس مكتوف اليدين، وسط وضعية تهدد كل لبنان بالانفجار… هل من جواب على ذلك؟ اللبنانيون يردون بالتنكيت، ربما لأنهم يئسوا من جد المسؤولين… كيف نحول المأساة إلى نكتة، ولماذا؟ الجواب ضمن نشرة الـ OTV.