تماماً مثل طقسنا هذه الأيام، كذلك هي سياسة بلدنا هذا الزمان …بدليل أننا غداً، وليس قبل هذا الغد، نستقبل رسمياً فصل الصيف … كأن كل ما سبق، لم يكن صيفاً. كأن كل ما سبق، لم يكن حراً ولا قيظاً ولا خمسينيات … نعم، كنا لا نزال رسمياً في الربيع …كنا نستعد ونتكيف تدريجياً، ليحل الصيف الأحمر في ربوعنا الجرداء … كذلك هي السياسة عندنا… سلسلة من التمهيدات والتحضيرات الفعلية، كي نستقبل الأسوأ رسمياً … نتحضر لقانون انتخاب جديد، تمهيداً لبقاء القديم، أو الأسوأ، التمديد للمجلس … ونتحضر أيضاً لحوار مديد، استعداداً لتقطيع الفراغ الطويل … ندعو إلى جلستين معاً لمجلس الوزراء. ويتنطح من يستفيق على مرسومي الغاز العالقين في جارور تمام سلام منذ سنتين… كل ذلك كي ننسى أن من استفاق اليوم، هو نفسه من عطل استخراج الغاز منذ آذار 2013… نتهيأ لحوار ثنائي بين حزب الله والمستقبل، فيما تيار هذا التيار، صار مع أشرف ريفي، وفيما كلمة سر الحزب رئاسياً، مع ميشال عون … ثم ننزل إلى جلسة اللانتخاب، لاستمرار اللارئيس، لمجرد أن مجهولاً ما، في مكان مجهول آخر، لم يتفرغ بعد ليعطي معلوماً ما في مكان معروف في بيروت، التعليمة والتعليمات لإنهاء الشغور … مثل طقسنا هي سياستنا. فمنذ ربع قرن وهي موعودة بربيع ما … تارة ربيع الإنماء والازدهار … وطوراً ربيع الثورة والانتصار… ولا نحصد غير الريح والعواصف والزلازل وأعاصير الدمار … مثل الطقس كل شيء عندنا. حتى أننا في يوم اللاجئ العالمي، نجدنا مضطرين للكلام عن اللاجئين عندنا، فيما الأكيد أن أكثرية من اللبنانيين تتساءل متى سنتحول نحن لاجئين، وكيف وأين؟ اللبنانيون واللاجئون في يومهم العالمي، تقرير خاص ضمن نشرة الـ OTV.