ليست القضية قصة بلدة فحسب… فالقاع اليوم هي كل لبنان! من يراقب استراتيجية داعش العسكرية من العراق الى سوريا، يستنتج ان التنظيم يُغرق ايَ هدف مهم له بعشرات الانغماسيين والانتحاريين، وهو الاسلوب نفسه الذي اعتمده في القاع، برباعية انتحاريين تلو الاخرى، عله ينجح في اختراق تلك البوابة لمشاريعه، بعدما باتت الحلقة الوحيدة القابلة للخرق بنظره، والخاصرة الرخوة من الحدود… صمدت القاع حتى الساعة… لكن، ماذا امنت السلطاتُ الرسمية من مقومات الصمود، عدا التصريحات والتغريدات وبيانات الشجب والادانة والاستنكار والدعم؟ استبشر اللبنانيون خيراً ان الامن حل محل المال على طاولة مجلس وزرائهم، فاستغربوا ان الامن حضر في غياب وزيري الدفاع والداخلية… استبشروا بأن شرائح اوسع باتت ترفض عشوائية النزوح غير المنظم من منطلق امني لا عنصري، فتفاجؤا بأن اي اجراء فعلي لم يتخذ بعد، واي قرار عملي لم يصدر… كثُرت الاجتماعات اليوم، كثرت التحليلات كما بعد كل خرق امني… كلها كثرت، الا ان المطلوب واحد، اجراء واحد يطمئن، ويجعل ارواح الشهداء ترقد بسلام، بعدما حرمهم الارهاب حتى من الحق بمأتم ووداع لائق.