فجأة، وكما كل مرة، بعد وقوع الجريمة، وبعد سقوط الضحايا، وبعد رحيل الشهداء … تخرج التسريبات عن بطولات وإنجازات ومعلومات وحقائقَ مزعومة … فجأة، يريدون إقناع اللبنانيين أن مكان تدريب الانتحاريين وتجهيزهم كان معروفاً منذ ستة أشهر … حسناً! إذا كان ذلك صحيحاً، فماذا فعلتم؟ لماذا لم تبادر حكومة المصلحة الوطنية إلى التنسيق مع السلطات في دمشق، لحماية لبنان من المجرمين؟ ولماذا لم يذهب الذين وافقوا على التفاوض مع داعش والنصرة، للتفاوض مع الدولة السورية، العضو في الأمم المتحدة، والتي لها سفير في بيروت، من أجل منع الإرهابيين من ضرب لبنان؟ أكثر من ذلك، فجأة، تنهمر علينا أخبار التوقيفات والمداهمات وإحباط المؤامرات وصد الهجمات … لكن، وكما سأل وزراء في الحكومة نفسها، هل لدى رئيس الحكومة معلومات موثقة عن مسارب للتهريب في المنطقة التي استهدفها الإرهابيون؟ هل لديه معطيات مؤكدة عن موظفين يستفيدون من عمليات تهريب البضائع، المسموحة والممنوعة، عبر تلك المسارب المعتلمة والمكشوفة؟ لا بل أكثر من الأكثر، وهو المحظور الذي لا يُسمح بقوله ولا كشفه، هل لدى رئيس الحكومة معلومات عن نافذين يغطون مسارب التهريب تلك، ويحمون الذين يهرّبون؟ رحم الله الشهداء …